ترجمات

صحيفة أمريكية: الجانب الذي لم يتناوله حوار “60 دقيقة” مع السيسي

"ديلي كولر": السيسي صديق عظيم وحليف مخلص

The Daily Caller

Joel Rosenberg and Johnnie Moore

ترجمة: ماري مراد

أيًا كان ما سيقوله وزير الخارجية (الأمريكي) مايك بومبيو في خطابه هنا يوم الخميس، فإننا نأمل أن يمنح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثناء الكبير الذي يستحقه لجهوده غير العادية لمحاربة التطرف العنيف، وحماية الحرية الدينية، وتعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات الدينية في مصر وجميع أنحاء العالم العربي الأوسع.

لقد كانت أفعال الرئيس السيسي على كل هذه الجبهات الثلاث شجاعة وموضوعية وفعالة بشكل متزايد، والشعب الأمريكي يستحق معرفة  أنه بينما كانت هناك مجموعة من المتعصبين الخطرين تحكم البلاد، أصبح لدينا الآن صديق عظيم وحليف مخلص في مصر. والبعض في الصحافة بالتأكيد لا يخبر الأمريكيين بهذا.

لذا، يجب على الوزير شرح أنه في حين أن الإسلاميين المتطرفين- مثل جماعة الإخوان المسلمين والدولة الإسلامية وأولئك الذين يحكمون إيران- يواصلون دعم الإرهاب وتعزيز العداوة بين الأديان، فإن زعيم أكبر دولة عربية- من حيث عدد السكان- يرسم طريقًا نحو الحداثة والتسامح الذي يعطي أملًا كبيرًا للأقليات الدينية في البلاد التي غالبًا ما كانت عرضة للتمييز أو للأسوأ من هذا على يد المتطرفين.

على سبيل المثال، لاحظ المفارقة التي حدثت في الليلة نفسها، فبينما بث برنامج “60 دقيقة” مقطعًا في محاولة لإظهار الرئيس المصري باعتباره أحد أقسى الطغاة على الإطلاق في هذا الجزء من العالم، افتتح السيسي فعليًا أكبر كنيسة مسيحية في الشرق الأوسط.

في الحقيقة، فإن فكرة بناء الكنيسة بدأها السيسي. ففي أعقاب ما يسمى الربيع العربي والهجمات الإرهابية المروعة التي استهدف بها الإسلاميون، المجتمعات المسيحية الضعيفة، رد الرئيس المصري في عام 2015 بزيادة الأمن حول دور العبادة المسيحية والقيام بأمور أخرى ذات أهمية رمزية كبيرة لم يكن يفعلها قائد مصري آخر قبله، إذ حضر قداس عيد الميلاد إلى جانب بابا الأقباط الأرثوذكس، البابا تواضروس الثاني.

تذكر أن الإخوان المسلمين المتطرفين الذين حكموا مصر لفترة وجيزة (حيث كانوا في طريقهم إلى تدميرها)، أصدروا بانتظام فتاوى معلنيين أنه لا يجوز للمسلمين حتى أن يتمنون للمسيحيين “عيد ميلاد مجيد”. ولذلك بعث السيسي، وهو مسلم تقي، برسالة قوية بوقوفه إلى جانب بابا الأقباط الأرثوذكس.

مع ذلك، كانت هذه مُجرد بداية. فقد وعد السيسي أيضَا عندما وصل إلى السلطة بأن تعيد حكومته بناء كل كنيسة تضررت أو دمرها المتطرفون، وهو الوعد الذي أوفي به.

فكر في الأمر: أراد المتطرفون الإسلاميون القضاء على المسيحية من الشرق الأوسط- وهو ما قاله داعش صراحة عندما قطع رؤوسهم 21 من المسيحيين الأقباط المصريين في ليبيا في عام 2015- لكن الرئيس المصري رد بدوره على هذه التهديدات ببناء أكبر كنيسة لم يرها أي شخص في المنطقة، وقدمها هدية للمسيحيين المصريين البالغ عددهم 15 مليونًا، وأقُيم فيها قداس عيد الميلاد.

هذا الافتتاح لم يحدث خلسة، إذ بُث افتتاح”كاتدرائية ميلاد المسيح” على الهواء مباشرة على التلفزيون الوطني، وكان يقف بجانب السيسي، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية و(الإمام أحمد الطيب) الإمام الأكبر لمؤسسة الأزهر الإسلامية الأكثر شهرة في العالم. ونحن (كاتبا المقال) كنا محظوظين بحضورنا كمضيفين لوفد من الزعماء الإنجيليين الأمريكيين.

وقبل لحظات من افتتاح الكاتدرائية، قال الإمام الأكبر- الذي كان وافقًا إلى جوار البابا والرئيس، للأمة بأكملها على شاشة التلفزيون الحية إن الشريعة الإسلامية توضح أن بيوت العبادة المسيحية واليهودية يجب أن تُعامل معاملة المساجد، ثم تمنى للرئيس والبابا “عيد ميلاد مجيد”.

وهذه الكلمات تُذكرنا بأخرى كُتبت قبل قرون عدة في وثيقة مقبولة من قبل جميع المسلمين تقريباً في العالم “العهد الذي حدث بين الرسول والعالم المسيحي”. وتقول تلك الوثيقة “إذا طلب المسيحيون المساعدة والعون من المسلمين لإصلاح كنائسهم أو أديرتهم أو لترتيب الأمور المتعلقة بشؤونهم ودينهم، يجب على المسلمين مساعدتهم ودعمهم”.

افتتاح الكاتدرائية في العاصمة الإدارية الجديدة يعتبر واحدًا من بين العديد من الإجراءات التي اتخذها الرئيس المصري. ولنتأمل حقيقة أنه خلال الـ 150 سنة الماضية لم يتم السماح إلا لـ2500 كنيسة بالعمل قانونيًا من قبل الحكومة المصرية. لكن خلال عام ونصف- بموجب قانون بناء الكنائس الجديد الذي وقعه الرئيس السيسي- مُنحت أكثر من 500 كنيسة جديدة تصاريح للعمل، كما مُنحت 5 آلاف كنيسة إضافية تصريحًا للقيام بخدمات العبادة بشكل قانوني حتى خلال إتمام إجراءات الحصول على ترخيص.

وفي الأسبوع الماضي، اجتمع وفدنا بإسهاب مع حوالي 3 من كبار القادة المسيحيين المصريين (أرثوذكس وبروتستانت). وقد اعترفوا جميعًا دون تردد بوجود العديد من التحديات التي يتعين حلها في بلدهم. لكنهم تحدثوا عن إعجابهم وتقديرهم الشديد للسيسي. فهُم ومن يرعونهم يشعرون بأمان أكثر، كما أنهم يرون حدوث تقدم فيما يتعلق بحرياتهم الدينية والدفاع عنها، إضافة إلى أنهم يرون روح التسامح والتعايش السلمي، التي تم تشكيلها من القمة.

باختصار، هم يرون في السيسي زعيمًا لفعل جريء وحاسم، وصديق للمسيحيين على وجه التحديد لأنه مسلم متدين.

وكم كان محزنًا ويتعذر تبريره أن “60 دقيقة” لن يخبر الشعب الأمريكي بهذا الجزء من القصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى