سياسة

الإفتاء: استراتيجية داعش هي “سمكة الصحراء”..وفؤاد علام: مفيش حاجة اسمها كده

ما هي استراتيجية “سمكة الصحراء” التي ذكرتها دار الإفتاء؟

كتبت- ندى الخولي:

نشر مرصد “الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة” التابع لدار الإفتاء المصرية، تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ناقش فيها دلالات حادث “الواحات الإرهابي”، الذي وقع الجمعة الماضية، وأسفر عن مقتل وإصابة ٢٩ ضابطًا ومجندًا.

“جاهزية الأمن المصري التي حالت بين تنفيذ أعمال إرهابية في العمق المصري”، و”لجوء الإرهاب لاستراتيجية سمكة الصحراء لتفادي الضربات الأمنية وتعويض خسائره”، كانا محورا تدوينة المرصد، الذي حث على “ضرورة استخدام وسائل جديدة تحرم التنظيمات الإرهابية من استغلال المساحات الصحراوية الشاسعة”.

وجاء في نص التدوينة “في سياق تحليله لعملية الواحات الإرهابية التي خاضتها قوات الشرطة المصرية ضد جماعات الإرهاب المسلحة على طريق الواحات كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، أن لجوء الجماعات المتطرفة إلى الصحراء الغربية بعيدًا عن سيناء يكشف هزيمتها وانحسار قوتها وضعفها”.

وفسر المرصد “لجوء مثل هذه التنظيمات المتطرفة إلى ما يسمى باستراتيجية (سمكة الصحراء) أو(سمكة الرمال)، يكشف العديد من الدلالات التي يأتي على رأسها نجاح الجيش المصري في القضاء على جزء كبير منها بالإضافة إلى استحالة بقاء شتات هذه التنظيمات أمام الضربات الموجعة من القوات المسلحة”.

يشار إلى أنه -حتى تاريخ كتابة تلك السطور- لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث الإرهابي في الكيلو 135 بطريق الواحات البحرية.

وأكد المرصد أن “هذه إشارة ذات دلالة قوية على تفكير التنظيم الذي لا يترك فرصة من الاستفادة بكل الوسائل المحيطة به، بدءًا من حركة الزواحف، وانتهاءً بأعلى وسائل التكنولوجيا والاتصالات، وهذا ربما يضمن بقاءً مؤقتًا للتنظيم مع كثرة الضربات التي يتلقاها، ففكرة تغيير الجلد- كالثعبان – تساعده على التأقلم في بيئات مختلفة وظروف مختلفة حتى لو لوقت قليل، يعاود بعدها استحداث طرق جديدة ليظل باقيًا”.

وأوضح المرصد أن هذه الاستراتيجية العسكرية بجانب أنها تضمن له –التنظيم- هروبًا من نيران التحالفات العسكرية ضده، فهي في الوقت نفسه تساعده في الوصول إلى مناطق جديدة يسيطر عليها وتكون بعيدة عن أماكن تمركزه وسيطرته.

وبالتواصل مع خبراء أمنيين، لشرح أبعاد تلك الاستراتيجية العسكرية، لم يكن هناك إجابة وافية عنها، بل تشكك في صحة المعلومات المتداولة بشأنها.  “مفيش حاجة اسمها كده” هذا ما جاء على لسان كل من  الخبير الأمني اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، وكذا اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني ووكيل جهاز أمن الدولة الأسبق.

بل أن علام، أوضح لـ”زحمة” أن مثل هذا التحليل الفني والأمني والعسكري البحت لا يجوز أن يصدر إلا من جهات أمنية، وبالتالي لا يدلي به إلا متخصصون من رجال الأمن.

كما لفت علام إلى سلبيات الحديث عن هذه الاستراتيجيات في وسائل الأعلام، لأن أسس مكافحة الإرهاب واستراتيجياته لا تتم على الملأ.

صورة ذات صلة
اللواء فؤاد علام

وبالبحث؛ تبيَن أن استراتيجية “سمكة الصحراء”، تعبير ظهر للمرة الأولى، عبر تنظيم “داعش” في مارس 2015، عندما أعلن عن اتباعه استراتيجية عسكرية جديدة في توسع نفوذه في كل من سوريا والعراق.

وأشار تنظيم “داعش” حينها، إلى أن “سمكة الصحراء” هي إشارة لاستراتيجية عسكرية جديدة للتنظيم تتبع أسلوب حركة نوع من أنواع الزواحف اسمه “سمكة الرمال أو الصحراء” أو كما يسميها بعضهم بـ”السحلية”، وهي تمتلك أربعة قوائم وتشبه إلى حد كبير “الورل” إلا أنها أصغر حجماً منه بكثير وتختبئ في الرمال عن طريق الغطس شأنها شأن السمكة في البحر، وتعتمد في تنقلها على هذا الأسلوب بشكل عام”.

كما لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يحذر فيها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، من تلك الاستراتيجية.

ففي 26 مايو 2016، حذر المرصد للمرة الأولى من تلك الاستراتيجية التي يستخدمها “تنظيم داعش ليحاول تفادي الضربات الموجعة التي يتعرض لها، وهزائمه المتتالية التي مُني بها مؤخرًا؛ لبسط نفوذه على مناطق جديدة، وضم مقاتلين جدد إلى صفوف التنظيم”.

حينها، أشار المرصد إلى أن استراتيجية “سمكة الصحراء” أو “سمكة الرمال” تقوم على “انسحاب التنظيم من أماكن يتعرض فيها لضربات عنيفة وهجمات متتالية، إلى أماكن جديدة غير متوقعة من قِبل خصومه، ليُشكل بذلك منطقة نفوذ جديدة، يضمن فيها مزيدًا من الأتباع، ومزيدًا من الموارد المادية التي تساعده على استكمال أهدافه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى