الجارديان: مبايعة بوكوحرام لداعش ..نداء استغاثة
الجارديان: بيعة بوكو حرام لـ”داعش” مجرد نداء استغاثة بعد هزائمها المتكررة أمام الجيش النيجيري والقوات متعددة الجنسيات
إعداد و ترجمة: محمد الصباغ
تعتبر بيعة تنظيم بوكو حرام الإرهابي لتنظيم الدولة الإسلامية مجرد دعاية إعلامية مؤثرة بشكل واضح. وقد أصبح تنظيم الدولة ومقره سوريا، يجمع الحلفاء من العالم الإسلامي كما يجمع الناس الطوابع البريدية.
التحالف الجديد الذي أعلن عنه زعيم بوكو حرام، عبد الله شيخو، من جانب واحد على ما يبدو لن يؤدي إلى تعاون فوري في العمليات بين الطرفين. في الحقيقة، هو مجرد نداء لطلب المساعدة، بعد الهزائم المتتالية التي تعرضت لها بوكو حرام مؤخراً. وقد نجح الجيش النيجيري والقوات متعددة الجنسيات التى تضم قوات من تشاد والنيجر والكاميرون وبنين في مقاومة تنظيم بعد المجزرة البشعة التى ارتكبها خلال يناير الماضي في مدينة باجا على الحدود النيجيرية مع تشاد التي تم تناولها إعلامياً بشكل كبير، وأسفر ذلك الهجوم عن ذبح مئات المدنيين.
كانت الأوامر قد صدرت من الإتحاد الإفريقي إلى القوات متعددة الجنسيات التي تتمركز في العاصمة التشادية أنجمينا، وعددهم 10 آلاف جندي، ”بإنهاء وجود“ بوكو حرام. وقد بدأت التحركات العسكرية يوم الأحد، وقالت النيجر ومعها تشاد أنهما شرعا في عمليات ”برية و جوية“ ضد بوكو حرام في شمال نيجيريا.
ويدعم هذا التحرك ضد بوكو حرام سياسياً الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. لكن القوى الغربية مازالت تفضل عدم الإنخراط بشكل مباشر. وأجبرت تلك التحركات العسكرية بوكو حرام أن تصبح في وضع دفاعي، وسقطت بعض المدن المحورية التي كان يعتبرها ”شيخو“ جزء من خلافته في أيدي الجيش، ومنها مدن باجا، و جامبورو، وبلدة مونجونو العسكرية.
كان رئيس تشاد في الأسبوع الماضي قد هدد زعيم بوكو حرام بالإستسلام أو القتل.
وحسب التقارير، يجهز تنظيم بوكو حرام لمعركته الحاسمة ضد القوات متعددة الجنسيات، ويتمركز مقاتلوه في بلدة جوزا. وشدد الرئيس النيجيري “جودلاك” الضغط على التظيم الإرهابي بإعلانه تأجيل موعد الإنتخابات الرئاسية إلى 28 من مارس الجاري، وهذا التاريخ أصبح موعداً لهزيمة بوكو حرام، وإذا لم يحدث ذلك سيكون موعدا لإضعاف قدراتها على ممارسة العنف بشكل كبير.
يستمر تنظيم الدولة الإسلامية في مد جذور له في مصر والجزائر، ويبدو الوضع غير المستقر في كل من مالي وتشاد وغرب السودان، قابلاً للإستغلال من جانب التنظيم.
يرى تنظيم الدولة في تنظيم بوكو حرام حليفا أيدولوجيا وإضافة لدعاية الدولة الإسلامية الدولية، وتعزيز لصورتها أمام العالم. أما بوكو حرام فهى ترى الدخول تحت مظلة تنظيم الدولة والمناطق غير الخاضعة لسيطرة حكومات في منطقة الساحل الإفريقي، يدعمها بروابط جديدة مع مناطق النزاع في العالم الإسلامي قد تفيدها في مجالات التجنيد والحصول على السلاح، والتمويل وتبادل المعلومات. تعتبر الحكومات الغربية هذا السيناريو كابوسها الأكبر حيث يتحالف الجهاديون حول العالم.