ثقافة و فن

تارانتينو أوغندا: فيلم الأكشن ب 200 دولار

 بي بي سي: تارانتينو الأوغندي العبقري يصنع أفلام الحركة بتكلفة 200 دولار فقط

بي بي سي – ترجمة: محمد الصباغ

في ديسمبر من عام 2011  لم تكن الأمورعلى ما يرام مع الأمريكي آلان هوفمانيس، حيث تخلت عنه حبيبته في نفس اليوم الذي اشترى فيه خاتم زواجهما. يومها قرر الذهاب مع صديقه إلى أحد البارات وهناك أطلعه صديقه على مقطع فيديو غير مسار حياته. شاهد آلان إعلاناً تشويقياً لفيلم ”من قتل كابت أليكس“  الذي وصف  بأنه أول فيلم حركة (أكشن) أوغندي.

شركة الإنتاج الأوغندية ذات الميزانيات الصغيرة التي تصور أفلامها في العشوائيات، وجدت معجباً لها في الولايات المتحدة الامريكية، وقرر مغادرة نيويورك ليكون ممثلاً في تلك النوعية من الأفلام.

في الإعلان الذي جذب ”آلان“ ستجد معارك دموية بالأسلحة واشتباكات “كونغ فو” سريعة الحركة، كما أنك لو دققت النظر ستجد أن الأسلحة تم تجميعها  ولحامها من معادن خردة وسترى أن الطلقات المستخدمة من الخشب، ومعظم الصراعات تدور في الطين.

قال الأمريكي: ”بعد مشاهدة 40 ثانية قررت: أنا ذاهب إلى أوغندا. أدرك أن ما سأفعله غير مفهوم، لكنه عبقرية كاملة“. كمدير للبرامج في مهرجان “ليك بلاسيد” للأفلام، اعتاد آلان اكتشاف المواهب الصاعدة لكنه قال عما شاهده: “إنك في الغرب عندما لا تمتلك أموالاً لصناعة فيلم فإنك تصنع فيلما يظهر فيه شخصان يتحدثان مع بعضهما البعض، بينما هنا يصنعون فيلم حركة”.

بعد أيام بكمبالا العاصمة الأوغندية استطاع المعجب الأمريكي أن يصل إلى ”واكاليجا“ المنطقة العشوائية، وقال عنها: ”وجدت الماعز والدجاج في كل مكان.. ومياه الصرف الصحي أمام أحد المنازل، ويلعب بالفعل ذلك دوراً رئيسياً في الأفلام لأن ببساطة تلك هي الحياة هنا، التلوث، والحرارة، والأطفال وهناك أيضاً الحيوانات وكل ذلك متعة خالصة“.

وهناك قابل ”إيزاك نابوانا“ المخرج والعقل المحرك لشركة رامون للإنتاج، ودار بينهما حديث لمدة خمس ساعات.

إيزاك نابوانا

هنا ”واكاليوود“ حيث على مدار عقد مضي، قام المخرج الذي تعلم بنفسه صناعة الأفلام بتصوير أكثر من 40 فيلم حركة بميزانية صغيرة. و ا يدرك بالتحديد قيمة إنتاج كل فيلم منهم، لكنه يخمن أنه حوالي 200 دولار.

يعمل طاقم من المتطوعين جاءوا بالقماشة الخضراء (الكروما) من السوق وعلقوها على أحد الحوائط. أما الكرين الذي تتحرك الكاميرا عليه فصنع من قطع غيار الجرارات. وأحد الممثلين يدعى داوودا بيساو، يعمل ميكانيكي ويصمم كل المعدات الثقيلة والأسلحة. ويصفه آلان قائلاً: ”هوعبقري يمتلك موقد لحام ويصنع كل شىء“.

 وأحد العناصر الرئيسية أيضاً هو بروس يو، وهو معجب كبير بـ”بروس لي”، ويقوم بتصميم مشاهد القتال ويدرب الأطفال في وكاليجا على الكونغ فو.

بروس يو

ولعمل الإصابات من الأسلحة النارية يستخدمون الواقيات الذكرية التي يحصلون عليها مجاناً من العيادات المحلية، ويملؤها بالدم المزيف. اعتادوا أن يملؤها بدماء حيوانات، لكن عندما مرض أحد الممثلين بالحمى المالطية، وهو مرض ينتقل من الأبقار، امتنعوا عن ذلك.

يقول آلان أن نابوانا بطله السينمائي المفضل هو تشاك نوريس، ويحب أيضاً رامبو. ويمكن مقارنته بجوليرمو ديل تورو، وروبيرتو رودريجيز  ومارتن سكورسيزي.

لا يحصل الممثلون وطاقم العمل على أموال محددة لكنهم يحصلون على نسبة من أموال توزيع الأقراص المدمجة للأفلام. ويقول نابوانا: ”نحن نتواصل وننتقل من رجل إلى رجل ومن باب إلى باب في مختلف أنحاء البلاد لنبيع نسخ الأفلام“.

بمجرد وصول آلان وافق المخرج الأوغندي على كتابة دور من أجله، وبالتالي أصبح يمثل مشهد حركة بعد وصوله أوغندا بيومين وأطلق عليه لقب ”سسالي“.

تظهر العشوائيات في معظم الأفلام فالناس يريدون أن يروا حياتهم في الأفلام التي يشاهدونها.

وبعد زيارته الاولى في 2011، كررها آلان ست مرات أخرى. وفي مارس 2014 قام آلان، البالغ 45 عاماً، ببيع أملاكه وانتقل إلى أوغندا وتحديداً واكاليجا.

آلان هوفمانيس و إيزاك نابوانا

يقول آلان إن خططهم كبيرة وبدأوا حملة للتبرعات وتخطت كل الحدود: ”فكل ما طمحنا إليه كان 160 دولار فجمعنا 13 ألفا“.

و يخطط نابوانا الآن لبناء طائرة هيلكوبتر من الخردة بالحجم الحقيقي. ويعملون الآن على إنتاج ستة أفلام، ويوجهون دعوات الآن لكل المعجبين حول العالم للمشاركة بمشاهد من أجل ”أول فيلم حركة يستعين بالمعجبين“، واسم الفيلم هو ” Tebaatusasula: EBOLA“.

و في نهاية الأمر قد تكون قصة آلان هوفمانيس هي فقط من تجذب انتباه هوليوود.

أحد الممثلين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى