بالصور والفيديو: اعتداءات وحشية ضد استفتاء استقلال كاتالونيا ورئيس الإقليم يدين عنف الدولة ضد الناخبين
BBC
بدأ الناخبون في إقليم كاتالونيا الإدلاء باصواتهم في الاستفتاء على انفصال الإقليم عن إسبانيا وسط حالة من الفوضى إذ وقعت اعتداءات من جانب الشرطة واشتباكات مع الناخبين لمنعهم من التصويت في بعض مراكز الاقتراع.
وتعهدت الحكومة الإسبانية بمنع الاستفتاء الذي اعتبرته المحكمة الدستورية غير قانوني.
ومنعت قوات الشرطة الناخبين من الإدلاء بأصواتهم وصادرت أوراق وصناديق الاقتراع في مراكز التصويت.
وفي برشلونة عاصمة الإقليم، أفاد شهود عيان بأن الشرطة أطلقت الرصاص المطاطي خلال احتجاجات مؤيدة للاستفتاء.
وذكرت هيئة خدمات الطوارئ في كاتالونيا أن 38 شخصا أصيبوا في هذه الاشتباكات.
وندد زعيم حكومة إقليم كتالونيا، كارليس بويغديمونت بإجراءات الشرطة الاتحادية ضد الناخبين.
وقال في تصريحات للصحفيين: “الاستخدام غير المبرر للعنف من جانب الدولة الإسبانية لن يمنع إرادة شعب كاتالونيا.”
كيف سار اليوم الانتخابي؟
يجيب الناخبون في ورقة الاقتراع بنعم أو لا على سؤال واحد وهو: هل توافق على استقلال كاتالونيا في صورة جمهورية؟
وقبيل بدء التصويت، قالت الحكومة الكتالونية إن الناخبين يمكنهم طباعة أوراق الاقتراع الخاصة بهم واستخدامها في أي مركز تصويت إذا أغلق مركز الاقتراع في دائرتهم.
وفي مدينة جيرونا، اقتحمت قوات شرطة الشغب مركزا للتصويت كان من المقرر أن يدلي فيه رئيس الإقليم بويغديمونت بصوته.
وأظهرت لقطات تليفزيونية الشرطة وهي تحطم زجاج باب الدخول لمركز رياضي كان يُستخدم كمركز للتصويت وأبعدت الأشخاص الذين كانوا يستعدون للإدلاء بأصواتهم.
لكن بويغديمونت استطاع أن يدلي بصوته في مركز تصويت آخر.
واحتل الآلاف من مؤيدي الانفصال منذ يوم الجمعة المدارس ومباني أخرى خُصصت للتصويت من أجل ضمان بقائها مفتوحة أمام الناخبين.
كان العديد من الموجودين داخل هذه الأبنية هم مجموعات من الآباء وأبنائهم الذين ظلوا داخلها بعد انتهاء اليوم الدراسي يوم الجمعة وافترشوا الأرض على حقائب النوم.
وفي بعض المناطق، أوقف المزارعون الجرارات على الطريق وأمام أبواب مراكز الاقتراع، وانتشر أشخاص عند بوابات المدارس لمنع السلطات من إغلاقها.
ودعا منظمو الاستفتاء الناخبين إلى مقاومة سلمية للإجراءات التي تتخذها قوات الشرطة.
“أجواء احتفالية”
وبدأ التصويت وسط جو مُلبد بالغيوم وأمطار. وقال أحد الناخبين ويُدعى دانيل، والذي وصل إلى مدرسته المحلية في تمام الساعة 01:00 بالتوقيت المحلي ونام في الشارع خارج المدرسة، إن جده سيكون فخورا به.
وأغلق دانيل ومئات آخرين مدخل المدرسة لساعات عديدة قبل فتح مركز التصويت.
وبعدها سادت حالة من الصمت بسبب وصول قوة من شرطة الإقليم إلى المكان، لكن الناخبين شكلوا حاجزا بشريا وغادر أفراد الشرطة على إثرها.
ووصلت قوة من الشرطة الإسبانية لمكافحة الشغب إلى مركز قريب آخر للتصويت في برشلونة لكن الناس أبعدوهم مرة أخرى.
وتحدث شاهد عيان عن وقوع اشتباكات وأظهر لمراسل بي بي سي توم بوريدج صورة لامرأة في منتصف العمر والدم يسيل من وجهها.
ويشير مراسلنا إلى أنه داخل المركز الرياضي، الذي استخدم للتصويت، سادت أجواء من الاحتفال إذ بدأ الناخبون يلتقطون الصور الذاتية (سيلفي) وهم يدلون بأصواتهم.
وقال الرئيس السابق لإقليم كاتالونيا أرتور ماس، الذي بدأ في عهده القوميون الضغط فعليا من أجل الاستفتاء على الانفصال، في تصريح لمراسلنا توم بوريدج إن الناس يصوتون بشكل سلمي في مواجهة “عنف الدولة الإسبانية.”
وأرسلت الحكومة الإسبانية الآلاف من الشرطة الإضافية إلى الإقليم، العديد منهم يتمركز في سفينتين في ميناء برشلونة.
ووضعت الحكومة الإسبانية مسؤولية حماية كاتالونيا تحت السيطرة المركزية وطلبت من شرطة الإقليم المساعدة في تطبيق الحظر على إجراء الاستفتاء الذي تعتبره غير قانوني.
وفي استعراض للقوة، صادر أفراد الشرطة المواد المستخدمة في الاستفتاء مثل بطاقات الاقتراع بينما أمر مدعون بإغلاق مواقع مرتبطة بالاستفتاء واعتقلوا بعض منظميه.
ودعا زعيم حكومة إقليم كتالونيا، كارليس بويغديمونت، إلى الوساطة للتوصل إلى حل بشأن الخلاف مع الحكومة المركزية في مدريد حول الاستفتاء.
وقال بويغديمونت، لفرانس برس، إنه مهما كانت النتائج في استفتاء الأحد، فإن الحوار مع الحكومة المركزية أمر ضروري.
وشدد على أن الاستفتاء سيُجرى في موعده، ودعا مؤيدي الانفصال إلى التحلي بالسلمية.
وتقول مدريد إن الاقتراع غير دستوري، مشددة على أنها ستفعل أي شيء لمنعه.
وخرجت تظاهرات مؤيدة للوحدة في جميع أنحاء إسبانيا.