مجتمعمنوعات

“تصنيف البشر” يدفعهم إلى الأسوأ

دراسة: تصنيف البشر” يدفعهم إلى الأسوأ

Qz- إليزابيث ماكبرايد

ترجمة دعاء جمال

أغلب الناس يعلمون بداهة أنه من الصعب التعامل مع الصور االنمطية السائدة. والآن، وجد الباحثون بجامعة ستانفورد، أن الصور النمطية لها تأثير مقلق، وأظهرت سلسلة من خمس دراسات أن الناس أكثر قابلية للكذب، والغش، والسرقة أو تأييد القيام بذلك عند شعورهم بأنه يتم التقليل من قيمتهم ببساطة لانتمائهم لمجموعات معينة.

على سبيل المثال، تخيل مديرا يطلق تعليقات منحازة جنسياً أو عنصرياً تجاه النساء والأقليات العرقية ما يجعلهم أكثر قابلية لتعمد عدم إتقان أعمالهم والبدء في نشر الإشاعات أو تجاهل زملاء يحتاجون للمساعدة. في إحدى الدراسات المرتبطة بالموضوع، سأل الباحثون 311 طالبا جامعيا إذا ما كانوا قلقين أم لا من رؤيتهم بشكل سلبي بسبب العرق. وكلما كان الطلاب قلقين أو يتوقعون تنميطهم، كلما زادت احتمالية اشتراكهم في سلوكيات خاطئة وغير مقبولة، مثل تخطى بعض الفصول، أو الإساءة اللفظية لشخص ما أو تخريب ممتلكات المدرسة.

كما تضيف الأبحاث أيضاً للأدلة المتزايدة أن حتى أقل الإشارات، مثل قراءة مقال يحتوي على صورة نمطية سلبية أومجرد تذكرك لموقف غير عادل نتيجة الحكم عليك بشكل نمطي، يمكنه أن يكون له تأثير كبير.

يقول بيتر بيلمي، أحد الباحثين: “أغلب الناس يرفضون العنصرية بشكل علني اليوم، لكن يمكن للتحيز أن يقدم تأثيره السلبي بطرق أكثر براعة. وتهديد هوية الناس الاجتماعية يمكنه أن يؤذي طموحاتهم لتحقيق النجاح، بالأخص للأفراد المحرومين بالفعل”.

وشارك في البحث البروفيسور مارجريت نيل مديرة كلية ستانفورد لدراسة الأعمال، وجيوفري إل كوهين، بروفيسور علم النفس بستانفورد، والطلاب المتخرجين بيلمي ورودولفو كورتس باراجان. ونشر البحث في مجلة “بيرسوناليتي أند سوسايتي بوليتين”.

تقول نيل إنها تأمل أن يفهم الناس أن مسئولية السلوكيات الإجرامية والمنحرفة لا تقع فقط على الأفراد، ولكن على المجتمع أيضا. وتضيف”نميل لجعل السلوك الإجرامي سمة منهجية، وميزة للفرد. لكن ربما نكون جزء من المشكلة التي يعبر عنها من يتصرفون بشكل سييء. لدينا مؤسسات ضخمة وقدرة على تغيير الوضع”.

أظهر البحث أن حتى الأمريكيين ذوي البشرة البيضاء، وهم مجموعة غير موصومة تاريخياً، يشتركون في سلوك إنحرافي عندما يشعرون بأنه يتم تنميطهم بشكل سلبي.

تقول نيل: “يمكننا خلق هذا في مجموعات أخرى، على الأرجح في أي مجموعة أخري”.

كما عرف البحث الآلية التي تربط الإنحراف الاجتماعي والتنميط السلبي: يشعر الناس بعدم الاحترام ويتوقعون معاملة غير عادلة من الأخرين عندما يشعرون بأنه يتم رؤيتهم بعدسة النمطية. ويقودهم هذا لرفض وزعزعة قواعد المجموعة.

يقول بيلمي: “تهديد الهوية الاجتماعية بالأخص يشعرك بعدم الاحترام لأنه مرتبط باستمرار عضوية الشخص في مجموعة ما، ويشعر الناس أنه يتم الحكم عليهم بعضويتهم في مجموعة ما وليس بأخلاقياتهم الفردية”.

وجد الفريق أيضاً أن الشعور بالتقليل من قيمتك يمكنه إثارة الإنحراف حتي بين المجموعات غير الموصومة تاريخياً. حيث وجهوا أسئلة لمجموعة من الأمريكيين ذوي البشرة البيضاء عن وقت شعروا فيه بأنه يتم التقليل من قيمتهم من قبل الآخرين، أو بشأن وقت لم يحصلوا فيه على ما أرادوا.

ثم أعطى الباحثون اختباراً للمشاركين، وهو عبارة عن اختبار لإعادة ترتيب الأحرف، وعندما يبلغ أحد المشاركين أنه حل الاختبار، يتم اعتباره غشاشا. زادت قابلية المشاركين في الاختبار لممارسة الغشإلى ما يقرب من الضعف عندما تذكروا الأوقات التى كان يتم فيها التقليل منهم بناء على هويتهم الجماعية.

صمدت صحة نفس التأثير على النساء من أعراق مختلفة. عندما طلب الباحثون من النساء في الدراسة تخيل استماعهم بالخطأ بأنهم قد لا يتم ترقيتهم سواء لعدم إعجاب مديرهن بهن أو لأن مديرهن اعتقد أن النساء لا يصلحن لمناصب قيادية. النساء ممن استمعن للسبب الأخير كانوا أكثر قابلية لتبني سلوكيات عمل عكسية.

يقول هؤلاء الباحثين إنه يمكن أن تختلف ردة فعل الناس تجاه التنميط السلبي. لكن ما السبب في ذلك الاختلاف في رد الفعل؟

تقول نيل إن أحد العوامل قد يكون مدي قوة تمسكك بهوية معينة، على سبيل المثال، قد يكون عرقك أحد الأجزاء الرئيسية لكيفية رؤيتك لنفسك، لذا قد تكون أكثر قلقاً بشأن التنميط العرقي. كما أن نوع الشخصية يختلف من شخص لاخر وبعض أنواع الشخصية قد يكون معد بشكل أكبر لرفض التنميط السلبي مثل امرأة أو أمريكي أسود البشرة، تولى منصبا كبيرا لإثبات أن الصور النمطية أمر خاطىء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى