“إيه بي سي نيوز”: وسائل منع الحمل تقف في وجه السرطان!
كانت سببًا في انخفاض الإصابة لديهن بنسبة 34%
ترجمة: رنا ياسر
المصدر: ABC
تعدّ طرق منع الحمل الهرمونية مثل حبوب منع الحمل أو مستحضرات البروجيسترون تحت الجلد أو حقن البروجيسترون، من الطرق الفعالة للغاية والمُستخدمة بشكل شائع، لكن يُمكن أن تكون لها فوائد صحية أخرى، وهذا ما سنعرفه حسب ما ورد في تقرير شبكة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية.
معظم النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية أكثر من 100 مليون امرأة من أجل تنظيم النسل، وأعربت دراسة جديدة أن موانع الحمل التي تحتوي على الإستروجين -ذلك الهرمون الأنثوي يحافظ على صحة المرأة- قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض، حتى بعد سنوات من التوقف عن استخدامه.
وبينما أظهرت الأبحاث السابقة أخطارًا أقل للسرطان من خلال تنظيم النسل فإن معظم الدراسات نظرت إلى تركبيات -مُكونة من المزيد من الهرمونات- لتنظيم النسل وتحتوي على نسبة أعلى من الإستروجين.
إن الحد من خطر الإصابة بسرطان المبيض الذي يكون من خلال تناول حبوب منع الحمل، معروفًا في طب النساء لسنوات، وهذه الدراسة أضافت وسائل المنع الهرمونية التي تُثبت داخل الرحم، إلى هذه القائمة، حسبما قالت جينيفر آشتون، كبير المراسلين الطبيين التابع لـ”إيه بي سي نيوز”.
ولاختبار أحدث أشكال تحديد النسل وعلاقتها المحتملة بمخاطر الإصابة بسرطان المبيض، طبق الباحثون من الدنمارك وأسكتلندا البحث على أكثر من 1.8 ملايين امرأة كن استخدمن وسائل منع الحمل في الدنمارك بين 15 و49 سنة، خلال فترة 20 سنة، وهي الفترة ما بين عام 1995 إلى عام 2014 وكانت النتائج مُذهلة حيث ارتبط استخدام وسائل منع الحمل بأي شكل كانت عليه بتقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض.
وقدر الباحثون أن وسائل منع الحمل الهرمونية منعت 21% من حالات سرطان المبيض في مجتمع الدراسة، وتمت ملاحظة معدلات أقل في النساء -المُصابات بالسرطان- اللاتي استخدمن وسائل منع الحمل لفترات أطول من الزمن.
ولكن حتى النساء اللاتي توقفن عن استخدام وسائل منع الحمل واجهن خطرا أقل من أولئك اللاتي لم يستخدمنها على الإطلاق.
وبشكل عام، انخفض خطر الإصابة بسرطان المبيض لديهن بنسبة 34%، وأظهرت النساء اللاتي استخدمنها لأكثر من 10 سنوات، مخاطر أقل بنسبة 74%.
تم استبعاد النساء في سن 50 فما فوق من التحليل، إذ غالبًا ما يتم تشخيص سرطان المبيض لدى النساء في منتصف العمر وكبار السن، ونتيجة لذلك، لا يمكن للدراسة معرفة ما إذا كان استخدام موانع الحمل الهرمونية له أي علاقة بسرطان المبيض في سن متأخرة.
سرطان المبيض هو الأقل شيوعًا بين العديد من أنواع السرطان الأخرى، فقد تم تشخيص نحو 21 ألف حالة في عام 2015 وإصابتها بسرطان المبيض، مُقارنة بنحو 240 ألف حالة مُصابة بسرطان الثدي.
ومع ذلك، غالباً ما يُسبّب سرطان المبيض الوفاة ويرجع ذلك جزئيا إلى أن النساء غالبا لا يعرفن أنهنّ مُصابات به حتى في المراحل المتأخرة منه عندما تصبح الأعراض أكثر وضوحًا.
وأوضحت الدراسة أن نحو 47% من النساء في الولايات المتحدة يبقين على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص، وفقًا إلى الجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان.
ولا يوجد حاليا نهج موحّد للمساعدة في الوقاية من سرطان المبيض للنساء المعرّضات للخطر، فالحفاظ على وزن صحي وتجنّب العلاج بتعويض الهرمونات بعد انقطاع الطمث هما بعض من الخيارات التي قد تقلل المخاطر.
وبالنسبة إلى النساء اللاتي لديهن مخاطر عالية للإصابة بسرطان المبيض قد يوصي الأطباء بإزالة المبيضين وقناتي فالوب، كما قد تؤدي عمليات ربط قناتي فالوب واستئصال الرحم التي تزيل الرحم والأجزاء التي يتكاثر فيها السرطان إلى تقليل المخاطر، لكن هذه العمليات الجراحية لا تتم عادة للوقاية من سرطان المبيض وحده.
ورغم عدم وجود علاج وقائي محدد مُوصى به للمساعدة في الوقاية من سرطان المبيض فإن الأطباء لديهم طرق أخرى مثل توفير الاستشارات في مجال الأمراض الوراثية للأفراد من أجل التوصل إلى خطة آمنة وفعالة للسيدات وصحتها.