إف بي آي استجوبت “عمر متين” مرتين.. كان يضرب زوجته واستفزّته “قبلة مثلية”
والده من المؤيدين لطالبان أفغانستان.. وكتب على “فيسبوك”: الموت الموت لباكستان
ترجمة: محمد الصباغ
وضعت السلطات الفيدرالية منذ فترة عمر متين، من بورت سانت لوسي بفلوريدا، في حسبانها مرتين، ثم حددت هويته، حيث إنه المسلح الذي نفذ إطلاق النار الجماعي في ملهى المثليين بأورلاندو.
قتل ”متين“ 50 شخصًا وأطلق النار على 100 في المجمل بالملهى، في إطلاق النار الأكثر دموية في التاريخ الأمريكي.
وقال المسؤول إن ”متين“ أصبح في دائرة اهتمام السلطات منذ 2013، ثم مرة أخرى في 2014. فتح المكتب التحقيقات الفيدرالية في فترة ما تحقيقًا مع متين، لكن القضية أغلقت بعد عدم يظهور ما يستدعي استكمال التحقيقات.
وتابع: ”هو معروف. كان مرصودا من قبل.“
وأضاف المصدر لدايلي بيست أن متين ولد في نيويورك، وتزوج لفترة من امرأة من نيوجيرسي. وكانت الزوجة قد ذكرت لواشنطن بوست أنه اعتدى عليها بشكل متكرر خلال فترة الزواج، والتي استمرت منذ أبريل 2009 إلى يوليو 2016.
وتابعت الزوجة السابقة: ”لم يكن شخصا متزنا. ضربني. كان بمجرد ما يدخل المنزل يبدأ في ضربي لأنني لم أقم بإنهاء كي الملابس أو ما شابه ذلك.“
وأضافت أن والديه من أفغانستان لكنه لم يكن شديد التدين، ”بدا أشبه بإنسان طبيعي.“
وذكر والده، صديق، أن رؤية ابنه لشابين يُقبّلان بعضهما البعض في ميامي أغضبه. وتابع: ”نعتذر عن الحادث برمته. لم نكن على دراية بأي فعل سيتخذه. نحن في حالة ذهول كبقية الدولة.“ وأكد أن الهجوم ”لا علاقة له بالدين.“
لكن الوالد، وفقًا لواشنطن بوست، لا يعتبر مصدرًا موثوقا حيث إنه من داعمي حركة طالبان بأفغانستان.
وبالرغم من إقامة والده في فلوريدا، يقال إنه سيترشح لأحد المناصب في أفغانستان.
وقالت سلطات فلوريدا إن الوالد صديق متين، يدير منظمة غير هادفة للربح، تأسست منذ 2010 ومسجلة بعنوان في بورت لوسي في فلوريدا، حيث يقطن كل من الأب والابن.
وفي منشور إلكتروني للوالد أصر على أن الجزء الشمالي من باكستان يجب أن يعود للسيطرة الأفغانية، وكتب على حسابه بفيسبوك ”تحيا أفغانستان.. الموت الموت لباكستان.“
وقال مسؤولون بفلوريدا إن ”متين“ اتصل قبل بدء هجومه مباشرة برقم الشرطة 911 وأعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية المزعوم. (وكان إرهابيو سان برناردينهو قد أعلنوا مثل هذا الولاء على الإنترنت قبل أن يقتلوا 14 شخصا في العام الماضي.)
من جانبه أكد المصدر الأول أنه لا دليل حاليا على اتصال مباشر بين متين وتنظيم داعش. لكن التنظيم طالب مؤخرًا المسلمين حول العالم بهجمات تستهدف الغرب خلال شهر رمضان، وجاءت تلك المطالبة في رسالة صوتية لمحمد العدناني، في مايو.
وقال العدناني: ”رمضان شهر الغزو والجهاد. استعدوا.. لنجعله وبالا على الكافرين.“
وأمس، أثنت وكالة أعماق الإخبارية، التابعة لتنظيم داعش، على الهجوم وأعلنت المسؤولية. وإلى الآن لا يوجد ما يربط بين متين وعناصر إرهابية.
يمتلك متين ترخيصا باستعمال سلاح سار في فلوريدا ويعمل كحارس أمن في دار للأحداث.
من بين الأسئلة الرئيسية التي لا إجابة لها هي ما إذا كانت شركة الأمن الخاصة التي يعمل لحسابها على دراية بأي ميول عنف، وما هي أنواع الفحوصات أو التحريات عن خلفية متين التي أجرتها. قال المسؤولون إن متين امتلك سلاحا بسبب طبيعة عمله كحارس أمن، وإن الأسلحة المستخدمة في الهجوم كانت قانونية.
عمل متين منذ 2007 كحارس أمن في شركة G4S، شركة الأمن العالمية التي تستفيد دور الأحداث بفلوريدا من خدماتها.
وقالت زوجة متين السابقة لواشنطن بوست، إنه عمل في مركز احتجاز الأحداث في فورت بييرس، بالقرب من منزلهم. ورفض متحدث باسم المركز إعطاء أي معلومات عن متين أو على التأكيد بأنه عمل لديهم. وأرجع الأمر بالكامل إلى المسؤولين عن شؤون الأحداث بوزارة العدل.
وبدورها وجهت المتحدثة بالوزارة استفسارات إلى شركة جي فور إس، والتي أصدرت بيانا حول متين: ”نشعر بصدمة بالغة من الحادث المأساوي. يمكننا التأكيد أن عمر متين عُين في الشركة منذ 10 سبتمبر 2007. لم يكن في مواعيد العمل حينما نفذ الحادث. كان يعمل بدار للمسنين بفلوريدا. لم تكشف التحريات عن خلفيته أو ماضيه عند التحاقه بالشركة عام 2007 عما يثير المخاوف. وتكرر الفحص في عام 2013 دون أي نتيجة.“
”نتعاون بشكل كامل مع سلطات إنفاذ القانون، ومن بينهم مكتب التحقيقات الفيدرالية. في 2013، علمنا أن متين تعرض للاستجواب من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI)، لكن تلك التحقيقات أغلقت لاحقا. لم يتم إطلاعنا على أي صلات مزعومة بين متين وأي أنشطة إرهابية، ولم نكن على دراية بأي تحقيقات أبعد من ذلك لمكتب التحقيقات. تعازينا وعقولنا تبقى مع ضحايا هذه المأساة التي لا توصف، ومع عائلاتهم وأصدقائهم.“
وقال دانيل جيلوري، الذي عمل مع متين، لفلوريدا توداي إن الأخير كان ”مشوشا وغير متزن. تحدث عن قتل الناس.“ وأضاف جيلوري أنه قدم شكوى لشركة جي فور إس حول سلوك متين الغريب والمتعصب لكن دون جدوى. ثم بدأ متين في ترصد جيلوري، وترك له أكثر من 30 رسالة هاتفية يوميا، واستقال جيلوري من العمل بعد ذلك.
كانت شركة جي فور إس ”G4S“ محط الأنظار خلال الأعوام الماضية بسبب تعدي بعض من حراسها على الأطفال في المنشآت التي يعملون بها.
وقالت مساعدة النائب العام فيكي نيكولز: ”أنا في حالة ذهول من كمية العنف الحادث في تلك الأماكن، سواء ضد العاملين أو النزلاء،“ في إشارة إلى إحدى مؤسسات الإناث التي تعمل على حراستها شركة جي فور إس، التي تمتلك تاريخًا من الأزمات العنيفة بين العاملين والأطفال.
في حوالي الثانية صباح الأحد، دخل متين ملهى بلوس (Bluse)، مسلحا ببندقية إيه آر 15 (AR-15)، ومسدس، وبدأ في إطلاق النار. وبعدما هرب حوالي 320 شخصا، احتجز متين مجموعة من الرهائن من المختبئين بدورات المياه. وبعد وقت قصير، في حدود السادسة، اقتحمت فرقة من قوات التدخل السريع الملهى، وقتلت متين.