أخبارإعلام

روزاليوسف اليومية” تنتهك الدستور وقانون العقوبات للتشهير بزميلة صحفية”

 تقرير الصحيفة تلصص على حساب الصحفية المخصص للأصدقاء ونشره للعموم

كتبت- فاطمة لطفي

انتهكت صحيفة روزاليوسف المادة 57 من الدستور المصري ومادتين من قانون العقوبات، حين نشرت اليوم الأربعاء، تقريرا يشهّر بالزميلة الصحفية نفيسة الصباغ، تحت عنوان “الفجور.. زوجة خالد البلشي تروج للخمور وتتطاول على الدين”. 

واحتال تقرير الصحيفة لالتقاط صورة لمنشور نشرته الصحافية نفيسة الصباغ على صفحتها الشخصية بعد أن ضبطت إعداداته “للأصدقاء فقط” ووصفه التقرير بأنه “استفزاز غير عادي لمشاعر المسلمين بتحريف الدين واللعب والتشويه للأحاديث النبوية”. 

واتهم صاحب التقرير الصباغ بـ«بالتحريض على شرب الخمر ومحاولة الترويج لها وتسويقها بين المصريين».

وعقبت الصباغ على نشر المقال اليوم وكتبت على صفحتها الشخصية في منشور عام «المشكلة الأكبر في اللي اتنشر عني مش المهنية لأنها ضاعت من زمان خلاص، مافيش حد بيشتغل مهنة دلوقتي والمهنيين مركونين على جنب». 

وتابعت «كمان ماعنديش مشكلة قانونية لأني باهزر أنا وأصحابي مش عاملة بوست بابليك عاملة بوست للأصدقاء فقط. المشكلة إن دي كمية موارد مهولة بتهدر ع الفاضي، ابتداء بالشخص اللي لابد في قائمة الأصدقاء وبياخد سكرين شوت ويبعتها للداخلية عشان شخص ما يرفعها لشخص ما وتمشي في سلسلة لحد ما توصل للشخص اللي يبعتها للصحفيين والصحفيين ييبعتوا للديسك والديسك يبعت للأبلود والأبلود ينشر ع الموقع.. انتوا متخيلين كم الموارد اللي بتهدر عشان نفر مالوش أي قيمة فعليا ولا تأثير لمجرد إنه بقول بيشرب خمرة؟؟».

وتنص المادة 20 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام على أنه «لا يجوز للصحفي أو الإعلامي أو غيرهما أن يتعرض في ما ينشره أو يبثه للحياة الخاصة للمواطنين، كما لا يجوز له أن يتناول المسلك الشخصي للمشتغل بالعمل العام، أو الشخص ذي الصفة النيابية العامة، أو المكلف بخدمة عامة، إلا إذا كان التناول وثيق الصلة بأعمالهم».

ويكفل الدستور حرمة الحياة الخاصة والحريات العامة والشخصية وعلى عدم المساس بها، وتنص المادة 57 المتعلقة بالحريات العامة من الدستور على أن «للحياة الخاصة حرمة، وهي مصونة لا تمس. وللمراسلات البريدية، والبرقية، والإلكترونية، والمحادثات الهاتفية، وغيرها من وسائل الاتصال حرمة، وسريتها مكفولة، ولا تجوز مصادرتها أو الاطلاع عليها، أو رقابتها إلا بأمر قضائي مسبب، ولمدة محددة، وفي الأحوال التي يبينها القانون». 

ويكفل القانون حق المواطن في الحرية الشخصيّة ويعتبر كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة وغيرها من الحقوق العامة جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم وتكفل الدولة تعويضًا لمن وقع عليه الاعتداء.

وخصص قانون العقوبات مادتين متتاليتين المادة 309 مكرر والمادة 309 مكرر (أ) لحماية الحياة الخاصة للمواطنين، حيث يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمواطنين، وذلك في حال ارتكب الأفعال التالية في غير الأحوال المصرح بها قانونًا أو بغير رضا المجني عليه بأن التقط أو نقل بجهاز من الأجهزة أيا كان نوعه صورة شخص في مكان خاص. ولا يقتصر التجريم على الشخص القائم بالتقاط الصور فقط وفقا للنص السابق ولكن يشمل التجريم ليشمل كل من سهل أو أذاع أو شارك في نشر الصورة.

ونصت المادة 309 مكرر أ على أنه يعاقب بالحبس كل من أذاع وسهل إذاعة أو استعمل ولو في غير علانية تسجيلًا أو مستندًا متحصلًا عليه بإحدى الطرق المبينة بالمادة السابقة أو كان بغير رضا صاحب الشأن.

كما انتقد الكاتب الصحفي أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق، التقرير الذي نشرته روزاليوسف وقال إنه انتهاك صارخ للخصوصية وتشويه للزميلة نفيسة الصباغ زوجة الصحفي الكبير خالد البلشي، ويخاصم كل الميراث القيمي لمؤسسة روزاليوسف.

وقال عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك «انتهاك الخصوصية وتشويه الزملاء يخاصم الميراث القيمي لروزاليوسف فهل من مراجعة؟”.

وتابع النجار “قبل عامين وفي العيد التسعين لتأسيس روزاليوسف كتبت مقالا في الكتاب التذكاري بتلك المناسبة بعنوان “الفرس البرية” مستلهما روح مجلة شكلت تاريخيا نموذجا لاحترام الحريات وللتمرد وللكتابة الحرة والساخرة، وكانت جامعة صحفية جبارة خرجت أعظم رسامي الكاريكاتير وظلت عصية على بساتين السلاطين لسنوات طويلة. وحتى عندما أدخلها البعض في عهد مبارك ضمن جوقة “السلطان”، كانت هناك أرواح كبيرة في المؤسسة تنتصر لميراثها التاريخي، لكن أن تنشر المؤسسة مقالا يشكل انتهاكا صارخا للخصوصية وللحريات الشخصية بهدف تشويه الزميلة نفيسة الصباغ زوجة الصحفي الكبير خالد البلشي، فإنه أمر يخاصم كل الميراث القيمي لمؤسسة روز اليوسف. وآمل أن تصحح المؤسسة التي نعتز بها والتي ساهمت في تشكيل وعينا منذ الطفولة هذا الخطأ، وأثق أن قيادات المؤسسة ستراجع هذا الأمر متمنيا أن يوفقهم الله للصواب والانتصار للحق وللقيم التاريخية للمؤسسة ولمؤسِستها العظيمة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى