أخبار

الشاب الناجي من “قطار طنطا”: قفزنا خوفا من تسليمنا للشرطة

قال لنا هتدفعوا، ولا تمشوا من القطار خالص، ولا أسلمكم للشرطة

محمد عيد شهيد القطار كان يعمل في بيع “الميداليات” ويذهب من حين لآخر لبيع بضاعته على الشواطئ بالإسكندرية

 

أدلى أحمد سمير، الشاب الناجي بعد قفزه من “قطار طنطا”، بأقواله أمام النيابة العامة، في الواقعة التي وجهت فيها النيابة العامة تهمة القتل العمد لكمسري القطار.

وقال “سمير” خلال التحقيقات إنه لم يكن يتخيل أن يمر بتلك اللحظات العصيبة، متابعًا: “والله أنا عشت لحظات من الرعب داخل القطار والحمد لله على كل حال فقدت زميل عمري كله محمد شهيد التذكرة وربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته يا رب”.

وأضاف الشاب الناجي في أقواله أن تعامل الكمسري معهما كان مهينًا جيدًا قائلًا: “أنا ومحمد اتعاملنا من الكمسري بإهانة شديدة”.

وتابع “سمير” خلال التحقيقات: “الكمسري طلب منا خلال مروره سداد قيمة التذكرة واحنا مكانش معانا فلوس تكفي سداد قيمتها وبدأ بالنقاش معنا بصوت مرتفع، وقال لنا هتدفعوا، ولا تمشوا من القطار خالص، ولا أسلمكم للشرطة”.

وأكمل الشاب الناجي أقواله مضيفًا: “أنا قفزت وزميلي رهبة من تسليمنا إلى الشرطة أو حبسنا عشان مش معانا فلوس التذكرة والكسمري أرهبنا، وأهاننا أمام ركاب القطار، وأحرجنا، وفتح لنا أبواب القطار للقفز والنزول عنوة”.

وأوضح “سمير”: “لم نجد مفرًا سوى القفز، ولكني وقعت على قدمي على الأرض وصاحبي وقع أسفل عجلات القطار ولفظ أنفاسه الأخيرة أمام عيني في مشهد لم أتمكن من استيعابه حتى الآن، أنا شوفت صاحبي تحت القطر”.

وتابع الشاب: “القصاص لصاحب عمري مطلب شرعي ومكفول، إحنا اشتغلنا معًا وسعينا وراء لقمة عيشنا وكافحنا من أجلها معا”.

وفي السياق، أمرت النيابة العامة بضرورة استكمال علاج الشاب “أحمد سمير” وإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة له داخل مستشفى طنطا الجامعي وإخلاء سبيله من سرايا النيابة.

ومن جانبه أدلى الكومسري همام مجدي بأقواله نافيا أنه أجبر الشابين على القفز

وقال المتهم خلال التحقيقات: “أنا معملتش أي حاجة وهما اللي قفزوا، وفتحوا باب القطر عشان مش معاهم فلوس التذكرة”.

وتابع “مجدي” في أقواله: “من مهام عملي حفظ الأمن والاستقرار داخل القطار والبدء في تحصيل قيمة رسوم التذاكر من الركاب المتخلفين عن الحصول على تذكرة من أبواب الحجوزات بمحطات القطارات”.

وأضاف المتهم الذي وجهت له النيابة العامة تهمة القتل العمد: “فوجئت بشابين يقفان في وسط عربة ركاب الدرجة الأولى مكيفة وسط الناس في حالة من الهرج والمرج، وطالبتهما بسداد قيمه تذكرتين، فامتنعا عن السداد بأسلوب غير لائق فالتزمت كوني موظفا في هيئة السكك الحديدية باتباع إجراءات إدارية بمطالبتهما بالسداد أو تسليمهما إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات، ولكنهما قفزا من القطار هربًا”.

وأنكر “الكمسري” أمام النيابة العامة قيامه بإجبار الشابين على القفز أو دفعهما بيده للقفز من أبواب عربة القطار.

وتابع المتهم خلال أقواله: “إحنا بشر ونعرف يعني إيه إنسانية التصرف والتعامل مع الشباب، لكنهما تسرعا في القفز إلى خارج القطار قبالة قرية دفرة عقب تحركنا من محطة قطارات طنطا العمومية”.

وتابع “الكمسري: “ربنا يرحم الشاب الضحية، ويسكنه فسيح جناته وأنا لم أقصد التعرض له في أي شيء ولكن هو وزميله انفعلا في الكلام معي وأرادا الخروج من القطار أمام جميع الركاب من خلال القفز أثناء سير القطار”.

يشار إلى أن راكبين سقطا أثناء مسير قطار رقم (934 مكيف) “الإسكندرية – الأقصر”.

ووفقًا لرواية وزارة النقل: “أثناء قيام رئيس القطار بمطالبة اثنين من الركاب بدفع قيمة الأجرة امتنعا، وأثناء تهدئة القطار بمحطة دفرة؛ لوجود عطل بنظام الإشارات بالمحطة، نزل الراكبان من القطار أثناء مسيره ما أدى إلى سقوط أحدهما أسفل عجلاته وتوفي في الحال.

وتحفظت الأجهزة الأمنية بالغربية على رئيس القطار والكمسري الذي صدر قرارًا بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وتوجيه تهمة القتل العمد له.

وعلق النائب سعيد طعيمة، عضو مجلس النواب عن محافظة الغربية، على الحادث قائلًا: “حادثة قطار الإسكندرية- الأقصر، الذي شهد إجبار كمساري راكبين على إلقاء نفسهيما من القطار، لعدم دفع تذكرة الركوب أو الغرامة المقررة، تصرف شخصي وخطأ فردي، ليس للدولة ولا هيئة السكة الحديد علاقة بها”.

وأكد النائب سعيد طعيمة، أنه في حال إثبات تحقيقات النيابة العامة تورط الكمساري في إجبار الراكبين على إلقاء نفسهما من القطار، سيطبق القانون على الجاني دون أي تواطؤ.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن البرلمان لن يتدخل في التحقيقات السارية من النيابة، كما أنه تصرف وخطأ شخصي، وليس مؤسسيا كي يتدخل فيه النواب.

من جانبه، أكد اللواء أحمد الخشب، عضو لجنة النقل والمواصلات، بمجلس النواب، إن البرلمان سوف يبدأت التحرك لبحث أسباب واقعة قطار الأسكندرية- الأقصر، الذي شهد إجبار كومسري لراكبين على إلقاء نفسهما من القطار، لعدم دفع تذكرة الركوب أو الغرامة المقررة.

يذكر أن محمد عيد الشهير بـ”محمد كابو”، هو الشاب الذي لقي مصرعه في الواقعة، ويبلغ من العمر 23 عاما، من سكان منطقة شبرا الخيمة ويستقل القطار في بعض الأحيان للسفر إلى الإسكندرية، حيث يعمل في بيع “الميداليات” ويذهب من حين لآخر لبيع بضاعته على الشواطئ، حسب قول جاره وصديق عمره، كما يلقب نفسه، إسلام طارق.

الشاب الذي لقى مصرعه في الواقعة، من سكان منطقة بشبرا الخيمة وتحديدا شارع مبارك”نزلة أم بيومي”، ويعمل في بيع الميداليات في منطقة المعز بالقاهرة وحين يضيق به الحال وتقل حركة البيع هناك، حسب وصف جاره وصديق الطفولة لـ”الوطن” يستقل القطار متوجها إلى الإسكندرية ويقضي هناك حوالي 3 أيام لبيع بضاعته على الشواطئ وكان معروفا بحسن الخلق هو وأفراد أسرته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى