أول مقابلة تليفزيونية.. رهف القنون: حياة العبودية والكبت دفعتني للهرب من السعودية
حبسوني 6 شهور لأني قصت شعري.. وعدد الهاربات السعوديات سيزداد
عبرت المراهقة السعودية رهف القنون، والتي هربت من عائلتها بسبب “التعنيف الأسري” و”حياة العبودية” وحصلت على حق اللجوء في كندا، عن حزنها من قرار عائلتها بالتبرؤ منها، لكنها أعربت عن أملها بأن تكون قصتها مصدر إلهام لبقية النساء السعوديات الراغبات بالعيش بـ”حرية” وأن تتغير القوانين في المملكة بعد أن انتشرت قصتها حول العالم.
وقالت القنون في مقابلة أجرتها مع قناة ABC الأسترالية: “أحاول أن أستوعب ما حدث، لقد كنت بخطر والآن أنا بأمان، لذلك لم أستطع استيعاب ما حدث”.
وأضافت المراهقة السعودية عن شعورها عندما وصلت إلى مطار تورونتو ووجدت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، باستقبالها: “شعرت بأنني حرة وولدت من جديد، وقد وجدت الكثير من المحبة وحفاوة الاستقبال، وكان هذا شيء رائع، كما أن الوزيرة أخبرتني أنني في بلد آمن ولي حقوقي الكاملة”.
أما عن السبب الذي دفعها للهروب من السعودية، فقالت القنون إنها هربت من “العبودية والعنف والاضطهاد النفسي ومن الكبت”، وأشارت إلى أنها أرادت أن تكون إنسانة مستقلة، واشتكت من أنها لم تستطع الزواج من الشخص الذي تريده أو تتوظف دون موافقة ولي أمرها.
وأعربت المراهقة السعودية عن حزنها من البيان الذي نشرته عائلتها وتبرأت فيه منها، قائلة: “أحزنني أن تتبرأ عائلتي مني لمجرد أنني أردت أن أكون إنسانة مستقلة وأنني هربت من عنفهم (أفراد العائلة)”.
وانتقدت القنون ما وصفته بنظام “الولاية”، أي ولاية الرجل على المرأة، مشيرة إلى أن النساء السعوديات يعاملن كـ”قاصرات” حتى وإن بلغ عمر المرأة الـ50 أو الـ60- عاما، وشددت على ضرورة وجود مساواة بين الرجال والنساء في المملكة.
وقالت المراهقة السعودية إن عدد “السعوديات الهاربات” سيزداد في حال عدم تغير القوانين في المملكة وذلك بسبب عدم وجود “نظام يحمي النساء المعنفات” هناك.
وحكت رهف ما حدث لها عندما قررت قص شعرها، قالت: حبسوني 6 شهور لأني قصت شعري، هم يعتبرون أن المرأة لا يجب أن تقص شعرها وأن هذا تشبه بالرجال.. لكني كنت أتعرض للعنف أكثر شيئ من أمي وأخي.. كان في ضرب وعنف جسدي لدرجة أنه في أحيان كنت أنزف”.
وقالت رهف إن “السعوديات يعاملن كعبيد لا نستطيع نأخذ قرار حتى في حياتنا الشخصية حتى في الزواج والتعليم”، وتابعت: “شعرت أنني لا أستطيع تحقيق أحلامي التي كنت أرغب فيها طالما لا أزال أعيش في المملكة العربية السعودية”.
وأضافت: “لقد تعرضت للعنف الجسدي والاضطهاد والقمع والتهديد بالقتل، وتساءلت رهف: “لماذا أهرب من هذه الحياة إذا كانت الظروف جيدة؟”.
وذكرت أنها عندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، شعرت أنها قادرة على محاولة الهروب، لأنها ستعامل كشخص بالغ، وأنها ستكون قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة.
رهف كانت تعرف أن الإجازة العائلية إلى الكويت في أوائل شهر يناير هي فرصتها الوحيدة، وقالت “منذ فترة مضت، كنت أحاول إقناع والدي بالذهاب إلى الكويت، لأنه طالما بقيت في السعودية، لا أستطيع المغادرة، ولكن عندما أكون في بلد آخر، يمكنني السفر”.
وأشارت رهف إلى أنها انتظرت حتى نامت أسرتها مبكرا في إحدى الليالي، وهو آخر يوم في رحلتهم، ثم اشترت تذكرتها إلى تايلاند وغادرت غرفة الفندق في الساعة السابعة صباحا.
لكنه تم إيقافها في مطار بانكوك، وتم منع رهف من الدخول، وحجز جواز سفرها، مع تهديد بإعادتها إلى عائلتها، فتحصنت بغرفة الفندق واستخدمت “تويتر” لطلب المساعدة.
واعتمدت الفتاة السعودية على “تويتر” لمساعدتها في الضغط على السلطات التايلاندية وعدم تسليمها إلى أسرتها أو السفارة السعودية في بانكوك، ونجحت رهف في أن تجعل قضيتها قضية رأي عام جذبت الاهتمام الدولي، ووافق المسؤولون التايلانديون على السماح لها بالبقاء في بانكوك تحت رعاية مسؤولي الأمم المتحدة.
وأعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الجمعة الماضية، قرار بلاده منح حق اللجوء لرهف بعد طلب من المفوضية الأممية، بقوله “هذا أمر يسرنا أن نفعله لأن كندا بلد يتفهم أهمية الوقوف إلى جانب حقوق الإنسان والمرأة حول العالم”.
وأبدت رهف انزعاجها من تكذيب البعض في المملكة لها، “لقد اتهمت بعدم قول الحقيقة، وأن الأمور ليست سيئة في المملكة العربية السعودية. هؤلاء الناس ربما أسرهم أكثر تفهما ولا يعرفون الوضع الحقيقي، لكن هناك الكثير من النساء المسجونين وهناك الكثير من القصص التي يمكن أن تقرأها لمعرفة وضع المرأة”.
وأعربت القنون عن أملها بأن تكون قصتها “مصدر إلهام” لبقية النساء السعوديات الراغبات بالعيش بـ”حرية” وأن تتغير القوانين في المملكة، بعد أن انتشرت قصتها حول العالم.