أول اشتباك عسكري بين سوريا وإسرائيل منذ 43 عاما
المواجهة الأخطر بين سوريا وإسرائيل منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل ست سنوات
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم الأحد بتدمير “أنظمة الدفاع الجوية السورية” إذا استمر استهداف الجيش السوري للطائرات الإسرائيلية. وقال في حديث للإذاعة العامة: المرة القادمة التي يستخدم فيها السوريون أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم ضد طائراتنا، سنقوم بتدميرها بدون تردد”.
ونفذ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية على أهداف بسوريا ليلة الخميس. ورد الجيش السوري بإطلاق عدة صواريخ مضادة للطائرات باتجاه المقاتلات الإسرائيلية المتمركزة في هضبة الجولان المحتلة في سوريا. فيما يعد أول قصف سوري باتجاه الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل عام 1974، ونفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن تكون الضربات السورية قد أصابت أي من الطائرات الإسرائيلية، وذلك في أخطر مواجهة- حسبما وصفت صحيفة هارتس الإسرائيلية– بين إسرائيل وسوريا منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل ست سنوات.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش السوري الجمعة أعلن أنه أسقط طائرة حربية إسرائيلية وأصاب أخرى بعد استهدافهما موقعًا عسكريًا سوريًا على طريق تدمر بوسط سوريا. ووصفت سوريا الاعتداء بأنه “يهدف لدعم تنظيم الدولة الإسلامية”.
وجاء في بيان الجيش السوري ” يأتي هذا الاعتداء السافر إمعانا من العدو الصهيوني في دعم عصابات داعش الإرهابية. حيث استهدفت أربع طائرات حربية إسرائيلية موقعًا عسكريًا بريف حمص وتصدى لها دفاعنا الجوي وأسقطت طائرة داخل الأراضي المحتلة وأصابت أخرى وأجبر الباقي على الفرار”.
لكن متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي قال “لم تكن سلامة المدنيين الإسرائيليين أو طائرات القوات الجوية الإسرائيلية في خطر في أي مرحلة.”
وقال مصدر بالجيش الإسرائيلي أن الدرع الصاروخية الباليستية الإسرائيلية (السهم) رصدت “تهديدًا قادمًا” وأسقطت إحدى القذائف. وذكر مصدر بالدفاع المدني الأردني أن قذيفة سقطت في قرية على مشارف مدينة اريد بشمال الأردن.
وعلى مدى الخمسة أعوام الماضية، شنت القوات الإسرائيلية عدة هجمات ضد أهداف حزب الله. وكانت الحكومة الإسرائيلية ترفض الاعتراف أو نفي حدوث ضربات جوية. لكن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو ووزير الدفاع افيغادور ليبرمان، أعلنا رسميًا الجمعة أن إسرائيل شنت هجمات في سوريا دفاعًا عن أهدافها الاستراتيجية، بعبارة أخرى، منع حزب الله من الحصول على أسلحة. كما أنها المرة الأولى- حسب الإعلام الإسرائيلي– التي تعترض فيها قوات الدفاع الجوية السورية سلاح الجو الإسرائيلي منذ بداية الحرب الأهلية.
الهجمات التي وقعت في وقت مبكر من يوم الجمعة كانت الأولى التي تؤكد رسميًا من الناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية. وتقول صحيفة هارتس الإسرائيلية، أنه يظل غير واضح إذا ما ماكانت الغارة الإسرائيلية تستهدف قوات حزب الله أو مخازن أسلحة أو حتى إن كان قد قتل زعيم كبير في حزب الله في الغارة فعلًا حسبما ذكرت وسائل إعلام عربية.
وقال نتنياهو في تصريح الجمعة أن تل أبيب ستواصل استهداف قوافل الأسلحة عند توفر المعلومات الاستخباراتية لها وذلك للحيلولة دون تسلم حزب الله أسلحة متطورة. مؤكدًا ” سياستنا ثابتة. كلما توافرت المعلومات الاستخباراتية سنتصرف”.
ومن جانب آخر، قالت صحيفة جيروزاليم بوست أن روسيا استدعت يوم الجمعة السفير الإسرائيلي جاري كورين لتفسير الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل داخل سوريا.
وقالت صحيفة هارتس أن تبادل إطلاق الصواريخ بين إسرائيل وسوريا صباح الجمعة يعكس محاولة نظام الأسد تغير الأدوار غير الرسمية في اللعبة. الأدوار التي حسب وسائل الإعلام الأجنبية التي اتبعها الجانبان منذ بداية الحرب الأهلية بسوريا.
وردًا على هجوم إسرائيل على سوريا قال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، أن إسرائيل تتدخل دائمًا في سوريا ” سوريا ربحت. ينتظرون فقط هزيمة الإرهابيين. نتنياهو ذهب إلى بوتين في روسيا يستجديه بسبب خوفه من هزيمة داعش لأن هزيمة التنظيم بسوريا سيضع نهاية لخطط نتنياهو”.
وحسب رويترز، التقى نتنياهو ببوتين الأسبوع الماضي لمناقشة ما وصفه بأنه “محاولات من جانب إيران لتأسيس وجود عسكري دائم لها في سوريا”.