سياسة

غانا ترسخ الديمقراطية: الرئيس نانا ينهي حكم الحزب الواحد

غانا بلا إنقلابات منذ عقود.. رئيس جديد أنهي حكم “الحزب الواحد”

الرئيس نانا أكوفو أثناء عملية التنصيب

زحمة

احتفلت غانا أمس بتنصيب رئيس جديد للبلاد هو زعيم المعارضة السابق “نانا أكوفو أدو” والذي خسر انتخابات عامي 2008 و2012. وقد شارك في حضور الاحتفال  المهندس إبراهيم محلب، مستشار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق.

الرئيس الغاني بصحبة محلب

هزم أكوفو، 72 عامًا، الرئيس الحالي جون دراماني ماماها في انتخابات شهدت انتقالا سلميا للسلطة في الدولة التي تحيط بها اضطرابات كبرى، فتشهد الجارة مالي محاولات تمرد كبيرة مما اضطر فرنسا إلى إرسال قوات للسيطرة على الاوضاع هناك، كما تشهد ساحل العاج في الأيام الحالية محاولات تمرد من الجيش وصلت إلى حد محاصرة وزير الدفاع الذي حضر للتفاوض مع المتمردين في مدينة بواكي، ثاني أكبر مدن البلاد.

تشهد غانا تداولا سلميا للسلطة بشكل سلس منذ عام 1992، وينص الدستور في الدولة على عدم تولي الرئيس السلطة لأكثر من دورتين. وسيطر حزب واحد على الانتخابات حتى استطاع أكوفو أدو الانتصار للحزب الوطني الجديد في الانتخابات الأخيرة.

– استقلت غانا عن بريطانيا عام 1957، بقيادة الزعيم كوامي نكروما الذي أصبح أول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال. حكم البلاد لأكثر من 5 سنوات بداية من يوليو 1960، قبل الإطاحة به عبر انقلاب عسكري في 26 فبراير 1966.

نكروما

– مرت البلاد بفترة من الاضطرابات وقادها قادة عسكريون مثل الجنرال كوتو أتشيمبونج ووليام كواسي أكوفو، حتى أطاح بالأخير قائد القوات الجوية جيري رولينجز، في يونيو 1979.

– سلم رولينجز السلطة لحكومة مدنية بقيادة هيلا ليمان ليضع ركيزة الجمهورية الثالثة. وأصبح ليمان الرئيس الأول والأخير للجمهورية الثالثة بعدما وصل للرئاسة عام 1979 بانتخابات فاز فيها بنسبة 62%. لكن بعد فترة قصيرة من حكمه قرر رولينجز استعادة السلطة مرة أخرى في ديسمبر عام 1981 لينهي الجمهورية التي بدأها.

جيري رولينجز

– وفي عام 1992 قرر ولينجز التقاعد من الجيش وأنشأ المؤتمر الوطني الديمقراطي والذي فاز كممثل عنه بانتخابات عام 1992 بنسبة تصويت 58.3%، ثم انتهت ولايته الثانية عام 2000 ولم يستطع الترشح مرة أخرى بسبب الدستور، وبدأت مرحلة تداول سلمي للسلطة في البلاد منذ ذلك الحين.

– في الانتخابات التالية لم يختلف الأمر كثيرًا، ففاز مرشح المؤتمر الوطني الديمقراطي، جون أجيكوم كوفور، ليصبح الرئيس الثاني للجمهورية الرابعة. حكم غانا لثماني سنوات أيضًا.

– شهد عام 2008 أول ظهور في الانتخابات للرئيس الحالي نانا أكوفو أدو، حيث خسر وهو مرشح الحزب الوطني الجديد ضد جون أتا ميلز مرشح المؤتمر الوطني. لكن ميلز توفي قبل فترة قصيرة من نهاية فترته الأولى عام 2012، ليتولى نائبه جون دراماني ماهاما مهام منصبه رئيسًا للجمهورية.

– بعد موت رئيسه ترشح ماهاما ليصبح رئيسًا للجمهورية منذ عام 2012 بعد الإطاحة بنانا أكوفو أدو في الانتخابات.

– أخيرًا، استطاع الحزب الوطني الجديد بغانا الوصول إلى السلطة لينهي عقودا من سيطرة حزب الجنرال مؤسس الجمهورية الرابعة رولينجز، وتعهد الرئيس الجديد أكوفو أدو بخفض الضرائب وذلك خلال مراسم تأديته اليمين الدستورية أمس السبت وقال أيضا إنه سيحمي الأموال العامة من خلال الاستخدام الأمثل لإنفاق المال على الخدمات.

– فيما قال الرئيس السابق جون ماهاما إنه يحترم نتيجة الانتخابات، واتصل هاتفيًا بالرئيس الجديد نانا أكوفو لتهنئته والإقرار بالهزيمة.

– كما أشادت الولايات المتحدة بالدولة الغانية والرئيس السابق ماهاما، وأثنى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر على “الطبيعة السلمية” لهذه الانتخابات، وقال إنها “بمثابة شهادة لمواطني غانا وديمقراطيتها النابضة بالحياة”. وأضاف أن الولايات المتحدة أثنت على ماهاما لاحترامه نتيجة الانتخابات، ولأنه “برهن على القيادة والالتزام بالديمقراطية المعروفة عن غانا في جميع أنحاء العالم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى