أخبارسياسة

اليوم انتخابات إسرائيل وسط تصاعد “الملل من بيبي”

قد يحصل نتنياهو على مدة قياسية أو يطيح به جنرال سابق

 

 

القدس (رويترز) – يتوافد الإسرائيليون على صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء للإدلاء بأصواتهم في انتخابات يمكن أن تمنح رئيس الوزراء المحافظ بنيامين نتنياهو ولاية خامسة قياسية أو تشهد الإطاحة به من قبل جنرال سابق تعهد بحكومة ذات سجل نظيف وبترابط اجتماعي.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (04 بتوقيت جرينتش) في أنحاء البلاد وستغلق الساعة العاشرة مساء (19 بتوقيت جرينتش). إلا أن الفائز قد لا يتحدد على الفور. ولم يحقق أي حزب قط أغلبية مطلقة في انتخابات البرلمان المؤلف من 120 مقعدا مما يعني أنه قد تجري مفاوضات لأيام أو حتى أسابيع لتشكيل ائتلاف حكومي.

وحشد نتنياهو، الذي أُطلق عليه لقب (الملك بيبي)، معسكرا يمينيا متشددا ضد الفلسطينيين وسلط الضوء على إنجازاته على صعيد السياسة الخارجية الإسرائيلية وهي ثمرة علاقاته مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لكن آمال زعيم حزب ليكود البالغ من العمر 69 عاما في انتزاع لقب أطول رئيس للوزراء بقاء في السلطة من دافيد بن جوريون، مؤسس إسرائيل، في يوليو تقوضت بسبب اتهام بالكسب غير المشروع يلوح في الأفق. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفة.

ويحذر البعض من ظاهرة (الملل من بيبي) ويقولون إن الانتخابات ينبغي أن تجلب وجوها جديدة.

ويلاحق بيني جانتس، وهو قائد سابق للقوات المسلحة ينتمي لتيار الوسط وحديث العهد بالعمل السياسي، نتنياهو في استطلاعات الرأي. ويسعى جانتس‭‭ ‬‬(59 عاما)، بدعم من قائدين عسكريين سابقين في مواقع قيادية بحزبه (أزرق أبيض)، إلى تقويض الصورة التي يرسمها نتنياهو لنفسه كزعيم لا يُضاهى على صعيد الأمن القومي.

ومع حظر الدعاية الانتخابية على وسائل البث الإذاعي والتليفزيوني والمنافذ الإعلامية التقليدية في يوم الانتخابات، نشر نتنياهو رابطا على تويتر وفيسبوك ودعا الناخبين للتواصل معه من خلاله.

وقال ”صباح الخير. هذا الصباح أريد أن أتحدث معكم بنفسي عبر مسنجر. كل المطلوب ضغطة واحدة على الرابط. أنا في الانتظار“.

وسلك جانتس نهجا مختلفا ونشر تسجيلا مصورا لنفسه في المركز الانتخابي مصحوبا بإيقاع موسيقي دون أن يوجه أي تعليقات مباشرة.

وبعد الانتخابات، سيتشاور الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين مع قادة كل حزب ممثل في الكنيست وسيختار من يعتقد بأن لديه أفضل فرصة لتشكيل الحكومة.

* الآراء منقسمة

في مركز اقتراع قرب تل أبيب، قال طبيب النساء والتوليد يارون زاليل (64 عاما) إنه يدعم جانتس.

قال ”نتنياهو قدم أشياء رائعة لإسرائيل بحق، الكثير من الأشياء الرائعة، ولكنه في السلطة منذ 13 عاما وهذا يكفي“.

وأضاف ”بقي ما يكفي وفعل ما يكفي. الآن عندما يشعر أن الأرض، الأرض السياسية، تهتز من تحته سيدمر كل شيء. يجب منع هذا. أنا هنا من أجل أولادي والأجيال الجديدة. ليس هناك شخص لا يوجد له بديل“.

وفي نفس مركز الاقتراع أبدى ناخب آخر هو آفي جور (65 عاما) المحاضر في جامعة آرييل بإحدى مستوطنات الضفة الغربية دعمه لنتنياهو.

قال ”أنا متحمس جدا.. متحمس للغاية. أتمنى أن يفوز هذا اليميني“، مضيفا أن زعيم حزب ليكود ”أفضل رئيس وزراء على الإطلاق“ في إسرائيل.

وتابع قائلا ”نحن في الريادة في مجال التكنولوجيا المتقدمة. نحن في الريادة في الأمن وفي الاقتصاد الآن. هذا طيب“.

وفي القدس قالت أمينة المكتبة التي تنتمي لعرب إسرائيل رونزا بركات إنها تدعم حزب ميرتس اليساري.

وقالت ”أعطي صوتي لهم أملا في التغيير.. تغيير في العنصرية التي توجد هنا“. وتابعت ”نحن نعيش معا في مكان سلام. لماذا نكره التعايش بين الشعوب؟“

ونظرا لعدم وجود فوارق تذكر في السياسة المتعلقة بأمور مثل إيران والعلاقات مع الفلسطينيين بين المرشحين الرئيسيين نتيناهو وجانتس، فإن التقييم على أساس شخصية كل منهما سيتحكم في الجانب الأكبر من عملية التصويت.

* خطابة الحملات

في عملية الاستعداد لعملية التصويت، شنت الأحزاب معارك ضارية على وسائل التواصل الاجتماعي واتهم كل منها الآخر بالفساد وتأجيج التعصب بل والتآمر مع خصوم إسرائيل.

ويصور نتنياهو نفسه كضحية لتحيز إعلامي وسلطان قضائي، في حين يصور جانتس نفسه كعلاج لمجتمع منقسم دينيا وعرقيا ولصلاته باليهود الليبراليين في الخارج.

لكن نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إن الفوارق بين الأحزاب الرئيسية في إسرائيل لم تعد بنفس الوضوح الذي كانت عليه على مر العقود الماضية.

وقال يوم الاثنين ”كانت هناك أوقات كانت فيها الانتخابات مهمة إذ كان هناك بحق أكثر من معسكر واحد في إسرائيل. كان هناك يسار وكان هناك يمين“.

وأضاف ”لكن الآن، عن ماذا نتحدث؟ إنه اليمين وأقصى اليمين ثم اليمين المتطرف ثم الأكثر تطرفا. ليس هناك بحق يسار في إسرائيل“.

واستبعد نتنياهو وجانتس علنا التحالف مستقبلا في ائتلاف ”وحدة وطنية“، لكن بعض المحللين يتوقعون أن يعيدا النظر، ولا سيما إذا وافقا على التعامل مع خطة أمريكية للسلام في الشرق الأوسط منتظرة على نطاق واسع.

وقال راعي تلك الخطة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمؤيدين من اليهود الجمهوريين يوم السبت ”أعتقد أن (المنافسة) ستكون حامية… إنهما شخصان صالحان“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى