مجتمع

دويتش فيلله : متعلمات مصريات يؤيدن الختان

دويتش فيلله : متعلمات مصريات يؤيدن الختان

دويتش فيله – مي شمس الدين – ترجمة: محمد الصباغ

تعيش منيرة الموظفة الحكومية، 47 سنة، في قرية بجنوب مصر. وتصف تجربتها مع ختان الإناث بأنها ”مرعبة ومؤلمة“. عادة لا تريد السيدات مثل منيرة أن تستمر ممارسات الختان، لكن منيرة ليست كذلك.

 المؤيدات لاستمرار الختان في مصر يمثلن أغلبية طفيفة تبلغ  53% بين نساء مصر. لكن في المناطق الريفية تصل تلك النسبة إلى 82%. وتعد مصر الدولة الرابعة من بين 29 دولة ينتشر بها الختان بشكل كبير – فقط تسبق مصر كل من جيبوتي وغينيا والصومال. ووفقاً للمسح السكاني الصحي في مصر في عام 2014، فإن 92% من النساء المتزوجات أو من سبق لهن الزواج وتتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً تعرضن للختان. وذلك رغم تجريم تلك الممارسة منذ عام 2007.

أرجع الخبراء سبب تلك الممارسة المتوطنة إلى قلة التعليم والظروف الاقتصادية السيئة لملايين المصريين. ورغم نتائج المسح، إلا أن نساء مثل منيرة في هذا التقرير أثبتن  شيئاً آخر.

منيرة تعلّمت جيداً، وحاربت من أجل إكمال دراستها الجامعية عندما كانت في العشرينيات من عمرها. وخاضت معركة قوية لإقناع عائلتها بالسماح لها بالانتقال إلى محافظة أخرى لإتمام دراستها الجامعية في مجال الاقتصاد. ورغم ذلك، أجرت عملية ختان لابنتها ذات الست سنوات من أسبوع مضى. ومرت ابنتها الأخري، 15 سنة، بنفس التجربة منذ عشر سنوات.

وشرحت منيرة ذلك قائلة: ”لا يتعلق الأمر بالتعليم أو بالمال، لقد أخبرونا أن الفتيات يجب أن تجرى لهن عمليات الختان. هذه عادات وتقاليد ورثناها عن جداتنا منذ عصور“.

كانت عملية الختان قد أجريت لمنيرة على يد ”داية“. تتذكّر أنها ظلت تنزف ليومين متتاليين بعد العملية التي أجريت بسكين حاد ودون أي تخدير. وعندما سألت عن سبب فعلها هذا الأمر المخيف مع بناتها قالت: ”لم تعد العملية مروعة مثل السابق. يقوم بها الآن طبيب خبير ويستخدم المخدر. لم الخوف إذاً؟“.

ورغم وصفها للتجربة بـ”المرعبة” إلا أنها قالت إنها لم تؤثر على حياتها بعد ذلك، وتستمتع بحياة صحية مع زوجها.

كما توضح سمر أن العملية التي أجريت لابنتها، 12 عاماً، في العام الماضي في مدينة طنطا كانت بسيطة. وتقول السيدة التي تدير حضانة أطفال ”يقوم الأطباء بالعملية الآن مستخدمين الليزر. وعندما أخبرتها أنها يجب أن نجرى لها العملية قالت لي إن زميلاتها في المدرسة أجريت لهن باستخدام الليزر وأرادت هي أن تقوم بالأمر بنفس الطريقة“.

وبعيداً عن الطرق الجديدة الآمنة التي وصفتها سمر، ذكرت أيضاً أن فتاة في نفس القرية نزفت حتى الموت بعد العملية. وأضافت: ”لكن ذلك نادر جداً. لن نتوقف لأن فتاة قد ماتت“.

فيما أشار المسح السكاني الصحي إلى أن 82% من عمليات الختان في مصر يقوم بها أطباء محترفون. وذلك رغم الحكم الذي صدر بداية هذا العام ضد أحد الأطباء بالسجن لعامين بعد إجرائه عملية ختان لفتاة عمرها 13 عاماً، وتوفيت بعد إجراء العملية العام الماضي.

مصطلح الختان في العامية المصرية اسمه (الطهارة) وهو مستوحى من التطهير. وكلتا الوالدتان منيرة وسمر قالتا إن ختان ابنتيهما ”يبقيهن طاهرات وعفيفات“. وقالت سمر وهي ترفع من نبرة صوتها عند الحديث عن الرغبات الجنسية ”لو لم تختّن الفتاة، لن تعرف ما يحدث بداخلها. ستكون مثارة جنسياً بشكل دائم، ولا يجب أن تشعر بذلك، ستكون مثارة جنسياً أكثر من زوجها وهذا لا يجب أن يسمح به“.

كان عمر سمر تسع سنوات عندما خضعت لعملية الختان. وقالت إنها لم تعرف بتلك العملية قبل ذلك، وأخذت الأمور ببساطة، وأضافت ”كان عليّ مواجهة الواقع، ستجرى العملية على أي حال. قلت لنفسي ذلك“.

وأكدت أنها كانت ستجري العملية لابنتها حتى لو عاشت في دولة لا ينتشر فيها ختان الإناث. وأضافت: ”أقاربي يعيشون في قطر وجاءوا إلى القرية خصيصاً الشهر الماضي من أجل عملية ختان ابنتهم“.

كان الأزهر قد أعلن أن ختان الإناث ليس عادة إسلامية. كما أن جميع السيدات اللاتي تحدثن معي في التقرير لم يتطرقن إلى أسباب دينية لتلك الممارسة، والتي تظهر بأن التقاليد المحلية يمكن أن تكون أقوى من الدين.

أما أمل فهي سيدة قبطية تعيش في محافظة أسيوط، وتقول إن المسيحيين والمسلمين يمارسون نفس العادة، وأضافت: ”تلقينا نصائح حول كيفية إجراء تلك العملية بشكل صحيح من جيراننا المسلمين“.

وترى أمل أن العضو النسوي للمرأة التي لم تجري عملية الختان سوف يتسبب في الضيق للرجل خلال العملية الجنسية. وقالت: ”سوف يسبب لها ذلك الضيق أيضاً لأن حجم العضو سيكون كبيراً، ولن يعرف زوجها كيفية التعامل مع ذلك“.

وأضافت أن الأمر لا يتعلق بالدين أو التعليم، وأن عفة جميع النساء يجب أن يتم حمايتها. وأكدت ”هذه تقاليد اعتدنا عليها لأجيال، وسأطلب من أبنائي وبناتي فعل نفس الشئ لبناتهن“.

** جميع أسماء السيدات الواردة في التقرير تم تغييرها بناء على طلبهن  لحماية الخصوصية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى