منوعات

لم يكن والداك داعميْن لك؟ كيف تُخرجهما من رأسك؟

لم يكن والداك داعميْن لك؟ كيف تُخرجهما من رأسك؟

bigstock-Worried-122807834-900x591

Psychologytoday- بيفرلي دي فلاكسنجتون

ترجمة دعاء جمال

لدى الآباء مهمة صعبة؛ هي تربية الأطفال حتى لو لم يحظوا هم أنفسهم بقدوة يحتذون بها.

الحياة مليئة بالضغوطات؛ يتعامل الآباء عادةً مع التزامات العمل، الالتزامات المالية، المخاوف الصحية، والمشاكل العائلية الممتدة، بالإضافة للاهتمام بالأطفال. مع كل هذا الضغط وقلة الخبرة والإرشاد، من السهل رؤية سبب معاناة الكثيرين لمنح أطفالهم حبا غير مشروط.

قد يكون الآباء مُحبطين بحظهم في الحياة ويرغبون بحياة أفضل لأطفالهم، لهذا يدفعون أكثر وأكثر للنجاح. قد يشعرون بأن الحياة خذلتهم، وفي محنتهم، يخرجون حزنهم على أطفالهم. يمكن للآباء أن يكونوا مضغوطين ومرهقين، ويفتقدون للمصادر العاطفية للتعامل مع طفل غير متعاون.

ويمكن لتلك الظروف أن ينتج عنها عدد من الأشياء، أكثرها، هو الآباء الذين يقولون أحيانًا أشياء ليست لطيفة لأطفالهم:

– “لن تصبح أي شيء أبدًا”

– “أنت مثل والدك/ والدتك/ جدتك”

– “أنت “تسمن”

– “أنت نحيف للغاية”                 

– “لست ذكيًا للغاية”

– “أتمنى لو لم أنجبك”

وتستمر اللائحة. أي والد يقرأ هذا يعلم أن قول مثل تلك الأشياء لا يعني حبك لطفلك بشكل أقل، إلا أن بإمكان الكلمات أن تجرح. والأطفال سريعو التأثر ويأخذون الكلام بشكل حرفي للغاية، بالأخص عندما يسمعونه بشكل متكرر.

يكبر هؤلاء الأطفال ويصبحون بالغين بينما تبقى تلك العبارات تدور في رؤوسهم. قد تتساءل عن سبب ترددك في تجربة شيء جديد، افتقارك للثقة في مواقف معينة، أو معاناتك مع وزنك أو التوتر. الأمر ليس كله خطأ والديك، إلا أن الأصوات التي سمعتها أثناء نشأتك تسهم بالتأكيد في تكوين الأصوات التي قد تكون حاضرة في رأسك اليوم.

على الأرجح قام والداك بأفضل ما بإمكانهما بما كان لديهما؛ الأغلب يفعل. إلا أن تلك الأصوات العالقة والمشاعر يمكنها إحباطك إذا لم تصبح مدركًا لها وتعمل على تغييرها.

ابدأ بإلقاء نظرة على ما تخبره لنفسك بشأن حياتك وظروفك. هل يذكرك أي من الرسائل التي تكررها لنفسك بما قاله لك والدك، والدتك أو القائم على رعايتك؟ بينما ليس الأمر بديلًا عن العلاج النفسي، في مواقف حيث الإساءة اللفظية كانت شديدة أو حيث لم يكن الآباء دائًما داعمين أو مشجعين، يمكنك أخذ خطوات لتعديل تلك الأصوات لتصبح الصوت الإيجابي دائمًا لنفسك.

كخطوة أولى، ادرك أن هناك أصواتا في رأسك تتحدث معك وتخبرك بما هو صائب أو خطأ في حياتك. أغلب الناس لا يدركون أنهم حين يتحدثون مع أنفسهم، هم في الواقع يتحدثون مع أشخاص آخرين  ماتوا منذ زمن بعيد، الأصوات الداخلية لا تحتاج أن تصدر عن أحياء، إنها فقط تستمر .

بمجرد إدراكك ووصلك الأصوات ببعض الرسائل التي تراكمت لديك على مدار السنوات، قم بتلك الخطوات لتبدأ في تغيير تلك الأصوات السلبية:

1. دوّن ما تقوله لنفسك

يساعدك تدوين الأصوات على ورقة ومراجعة ما تخبر به نفسك. قد تندهش لقولك أشياء لنفسك لن تحلم حتى بقولها لأي شخص آخر، حتى أسوأ أعدائك. ممارسة تدوين الرسائل على الورق تجعل الأمر حقيقيا، ويمكنه أن يكون بمثابة دعوة لليقظة لترى كم أنت قاسيًا على نفسك.

2. راجع الرسائل بشكل موضوعي

هل أنت حقًا “لا يمكن أن تُحب” أو “فاشل تمامًا” أو “غير قادر على القيام بأي شيء صائب”؟ عندما تتأمل، تجد أنك قد تميل للجزم- أبدًا، لا شيء، كل إلخ. ذكر نفسك بأنه ليس هناك شخص لا يساوي شيئًا: يختلف الناس في من يكونون وما يفعلون.

3. راجع الرسائل لتدرك معتقداتك الحالية.. وضع أساسا لإجراء محادثة داخلية أفضل

الأمر كالآتي: “بشكل ما طورت اعتقادا خاطئا بأنني لن أنجح أبدًا. يمكنني النجاح من خلال القيام بخطوات مختلفة. أول خطوة سأتخذها هذا الأسبوع هي (…)”. أو “اتفقت بشكل ما على أشياء قيلت لي كطفل بأنه ليست لي قيمة. ليس هناك شخص ليست له قيمة تمامًا. لدي قيمة وسآخذ الآن الوقت لأكتب الأشياء التي قمت بها في حياتي والتي تستحق العناء”. يمكنك كتابة خطوة، أو لائحة حتى لأصغر الأشياء التي تُعد أكثر إيجابية.

4. احتفظ بأغنية، قصيدة، صلاة، شعار أو أي تصريح آخر يساعدك على البقاء إيجابيًا

بمجرد إدراكك للأصوات في حديثك الذاتي، غيرها لشيء أكثر إيجابية من خلال تبديل تلك الأصوات بشعارك المُحضر مسبقًا، أغنية، قصيدة، إلخ، ثم ابق إيجابيًا وبعيدًا عن تلك الأصوات السلبية. احصل على تصريح يحافظ على تركيزك على الإيجابيات يكون بإمكانك تكراره لنفسك.

الأصوات السلبية التي تأتي من الرسائل التي نسمعها في طفولتنا، يكون لها تأثير مدى الحياة وتتحول لنوع ما من كلامنا المُحبط للذات. لن يكون من السهل تغيير تلك الرسائل لشيء أكثر إيجابية، لهذا عليك الالتزام بتغييرها، والتدرب على الكلام الإيجابي للذات قدر استطاعتك. المكافأة هي تمكنك من تحرير نفسك من رسائل على الأرجح لم “تناسبك” أبدًا ولن تفعل اليوم بالتأكيد. حاول تغيير تلك التسجيلات الداخلية لتجد سلام أعظم وسعادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى