ثقافة و فن

نصوص فرعونية تصدر بالإنجليزية لأول مرة.. ودار بنجوين: تحفة أدبية

نصوص فرعونية تصدر بالإنجليزية لأول مرة.. ودار بنجوين: تحفة أدبية

الجارديان

ترجمة: فاطمة لطفي

جُمعت النصوص المصرية القديمة المكتوبة على واجهة الصخور وأوراق البردي للقارئ العام للمرة الأولى بعد أن عمل على ترجمتها إلى الإنجليزية الحديثة توبي ويلكنسون، أكاديمي في جامعة كامبيردج للكتابات الهيرُوغْليفيّة.

حتى الآن، القليل من غير المتخصصين قادرون على قراءة هذه النصوص، التي يتعذر الوصول إلى الكثير منها في المقابر. بينما نصوص قدماء الإغريق والرومان متاحة على نحو واسع في طبعات حديثة على عكس النصوص القادمة من مصر القديمة والتي تعاني من تجاهل على نحو كبير، والحضارة أكثر شهرة بآثارها.

شكل كل من الهرم الأكبر وأبو الهول في الجيزة، والمقابر في وادي الملوك ومعابد أبو سمبل صورتنا عن الثقافة الفرعونية الأثرية والملوك الآلهة الغامضين عندهم.

قال توبي ويلكنسون إنه قرر البدء بالعمل على المُخْتارات لأنه كان هناك بُعد مفقود حول كيف تعرض مصر القديمة: “البُعد الفكري، كما ورد في الكلمة المكتوبة بمقدمة الكتاب”.

الكتابات التي يصل عمر أقدمها لـ3500 عام، موجودة على حائط كل مقبرة ومعبد، حيث كان هناك غواية ما في رؤيتها “كزخرفة فحسب”، حسبما قال ويلكنسون.

أضاف ويكلنسون: “ما سيفاجئ الناس في هذه النصوص، أنها تعرض عمقًا مختلفًا لا يظهر دائمًا. فهناك واجهة معروفة لمصر القديمة، صورة يحملها كل شخص عن الفراعنة وقناع توت غنخ أمون والأهرامات، لكن الأمر ليس كذلك وفقط”.

الكتابة الهيروغليفية كانت أقرب لرسومات منها لحروف، غير أنها نقلت مفاهيم بأسلوب ثقافي رفيع مثل مخطوطات الإغريق أو الرومان. مليئة بالاستعارات والتشبيهات، كما تكشف عن الحياة بأعين المصريين القدماء. حكايات عن الغرق والمعجزات، التوصيفات الأولى للمعارك والكوارث الطبيعية، الترانيم والهجاء.

قال ويلكنسون، الزميل في كلية كلير والمؤلف لكتب أخرى عن مصر القديمة، بعض النصوص لم تترجم من 100 عام: “الإنجليزية التي قدمت بها بعض هذه الكتابات قديمة وصعب فهمها وتظهر مصر القديمة كما لو أنها مجتمع معزول أكثر”.

وقال إنه خلال ترجمته للنصوص، كان مأخوذًا بالمشاعر الإنسانية التي يمكن أن تربط الناس اليوم.

تتضمن الحكايات الأدبية أسطورة “الملاح التائه” قصة انتصار على المحنة التي وصفها ويلكنسون بأنها “تحفة فنية مصغرة”. تحكي عن جزيرة سحرية يحكمها ثعبان عملاق، جسده من الذهب، وحاجباه من اللازورد الحقيقي، حيث يعين الملاح التائه لمواجهة المأزق الذي وقع فيه.

وتشمل النصوص خطابات كتبها مزارع يسمى “هيكان أَخت” يبدأ تاريخها من 1930 قبل الميلاد لكنها تعكس مفاهيم عصرية من إدارة الأراضي إلى جودة الحبوب.

بينما النقوش الرسمية تصف بشكل عام صورة مثالية للمجتمع، كما تتحدث عن عاصفة رعدية عنيفة وتقول: “خيم الظلام على الغرب والسماء كانت ملبدة بالغيوم، العاصفة دون نهاية، وضجيج الرعد كان أعلى من الحشود. وغرقت الأراضي، وهدمت المباني، ودمرت الأماكن الدينية. كان دمارًا كاملا”.

“بنجوين كلاسيك” التي من المقرر أن تصدر الكتاب غدًا الأربعاء، وصفته بأنه مطبوعة رائدة لأن “هذه الكتابات لم تنشر من قبل معًا في مجموعة متاحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى