سياسةفيديو

“النبي” يعزل الزند.. وموسى: الرئيس أخطأ.. وقاض: الشيطان أنساه

“النبي” يعزل الزند.. تقرير شامل بالفيديو

زحمة

إعداد محمد الصباغ

لم يدرك وزير العدل أن لقاءه التليفزيوني يوم الجمعة مع الإعلامي حمدي رزق في برنامجه ”نظرة“ على فضائية صدى البلد، سيكون السبب في إقالته بعد يومين فقط. جلس المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق، أمام رزق ليدافع عن اتهامات بالفساد المالي طالته وأسرته عبر تقارير صحفية، وقال الزند إن ما حدث تعدياً لم يحدث ”من جانب الإخوان حتى“، وأكد أنه مستمر في إجراءات مقاضاته للصحفي. هنا تدخل مقدم البرنامج ليسأله: ”هل ستحبس الصحفيين؟“ في إشارة منه إلى منع الدستور المصري حبس الصحفيين في قضايا النشر، فما كان من الزند إلا أن قال: ”إن شالله يكون نبي على الصلاة والسلام، أستغفر الله العظيم يارب، المخطئ أياً كانت صفته، طب ما القضاة بيتحبسوا.“

وما أن انتشر مقطع فيديو للحوار وتحديداً لحديث الزند وإشارته إلى ”حبس النبي“، بدأت حملة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم تقل في قوتها –أو نتيجتها- عن الحملة التي أطاحت بوزير العدل، محفوظ صابر، الذي سبق الزند في المنصب. وطالب المغردون ورواد فيسبوك بإقالة الزند ومحاسبته على ما قاله خلال البرنامج.

وتعرض الوزير السابق أيضاً لانتقادات إعلامية أبرزها من يوسف الحسيني، الذي قال عبر برنامجه السادة المحترمون في حلقة السبت: ”وزير العدل في مصر لا يستطيع ضبط مصطلحاته ولا يستطيع ضبط انفعالاته ولا يستطيع أن يتحكم حتى فيما يقول. وأضاف: ”تصريح المستشار الزند بخصوص حبس النبي، ألا يعد ذلك ازدراءً للأديان؟“

وخرج الزند مساء السبت ليقدم الاعتذارات والاعتذارات عبر القنوات الفضائية على ”زلة اللسان“ التي أشعل بعدها الإخوان الموقف وقادوا الحملة عبر الإنترنت ضده. وظهر الزند مع وائل الإبراشي في قناة دريم، ومع لميس الحديدي عبر قناة سي بي سي، ومع أحمد موسى في فضائية صدى البلد، وكان خلال أحاديثه الهاتفية مع تلك القنوات يؤكد على اعتذاره الذي ”أرجو أن يقول مقبولاً من الله سبحانه وتعالى وسيدي رسول الله وكافة من يجبون رسول الله وأنا منهم.“

وقال في مداخلته مع موسى: ”إن العقول والقلوب انغلقت وقدمت نفسها فريسة سهلة للمزيفيين، وأضاف: ”بياخدوا عليا اني قلت كلمة واستغفرت الله فوراً وهي لا تعني شئ ولا تمس شئ فهو أمر افتراض،“ مشيراً إلى أنه قال ”لو النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ.“

وتابع: ”هكذا هو إعلام مصر والسوشيال ميديا، وقع الجميع فريسة لهذه العصابة الإرهابية.“ وقال وزير العدل السابق أيضاً: ”كل من يثيرون هذه الزوبعة 30 أو 40 واحد.. وارجعوا إلى الشعب.“

ثم كرر اتهامه للإخوان أيضاً بجانب اعتذاره مع لميس الحديدي فقال: ”لو سألتي مليار شخص على أني أقصد مساس بالدين والرسول لما صدق أحد لكن الملعب فاضي أمام الإخوان والإعلام يردد كل ما يقوله الإخوان.“

ومرة أخرى مع الإبراشي، اعتذر قائلاً: ”من معجزات الإسلام العظيم أن الرسول عليه الصلاة والسلام فوق الحكم وفوق الإجلال… من منّا لا يخطئ.“

ولم يمر الأمر على مؤسسة الأزهر التي أصدرت بياناً صباح الأحد تحذر فيه من ”التعريض بمقام النبوة الكريم في الأحاديث الإعملاية العامة”، صونا من أن تلحق به إساءة “ولو غير مقصودة”. وجاء في البيان أيضاً أن ”على الجميع أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو شرف هذه الأمة وعنوان فخارها ومجدها“.

لكن برغم الاعتذارات الكثيرة، خرجت جريدة الوطن لتعلن مساء أمس الأحد في حوالي الخامسة والنصف أن رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، طالب الزند بتقديم استقالته، إثر الانتقادات الحادة التي طالت الوزير بعد تصريحه الذي اعتبره الكثيرون مسيئاً للنبي.

ثم ذكرت تقارير إخبارية بعد ذلك أن الزند رفض الاستقالة وطالب بخروجه من الوزارة وسط تعديل وزاري حتى لا يكون الخروج ”نهايته مهينة“. وخلال اتصال هاتفي بين الوزير المُقال ورئيس الوزراء، طالبه الأخير بتقديم استقالته لكن الزند قال: ” استقالة إيه يا دولة رئيس الوزراء ما أنا طلعت إمبارح فى كل الفضائيات اعتذرت عما بدر منى.“

وغادر الزند مكتبه متجهاً إلى منزله ومعه مساعديه، وبعد دقائق بدأت تحركات من نادي القضاة، الذي كان يرأسه قبل توليه الوزارة.

وفي حدود السابعة والنصف من مساء أمس، أعلن رئيس الوزراء إعفاء وزير العدل، أحمد الزند من منصبه. وجاءت الإقالة ،وفقاً للشروق، بناءً على توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي عقب رفض الزند الإستقالة، وبسبب تصريحاته التي أثارت جدلاً واسعاً.

قبل الإقالة بدقائق قليلة وبالتامن مع مغادرة الزند مكتبه ومساعدوه، أعلن مجلس إدارة نادي القضاة وعديد أندية القضاة بالأقاليم تمسكهم ببقاء الزند في منصبه كوزيراً للعدل، وذلك بعد اجتماع طارئ عقدوه بعد طلب رئيس الوزراء من رئيس ناديهم السابق الإستقالة.  كما قام أكثر من 250 مستشارًا بجمع توقيعات بإنهاء ندب عملهم بالوزارة بعد إقالة الزند، وذلك بهدف التضامن معه بعد الضغوط التي تعرض لها ليقدم استقالته.

فيما وصف أحمد موسى خلال برنامجه على مسؤوليتي، قرار رئيس الوزراء بإقالة الزند بالخاطئ وأشار إلى أن الرئيس السيسي أخطأ أيضاً بقبول الإقالة.

وأضاف: ”يوم حزين على العدالة المصرية“، وسيفرح الإرهاب والخونة والطابور الخامس. وتعجب من إقالة الزند قائلاً: ”لا أرى دولة في العالم تدار من الفيس بوك.“ وأكد أن ما حدث  كان مجرد ”زلة لسان“ تم استغلالها من قبل جماعة الإخوان، ومن يتآمر على مصر، وتم الترويج له من أجل التخلص من وزير العدل السابق.

وخرجت بعض الأراء التي أكد أن إقالة الزند لم تكن بسبب تصريحاته حول ”حبس النبي“ لكن السبب الرئيسي هو تصريحاته ، في حلقة حمدي رزق الجمعة،حول تقرير الطب الشرعي بخصوص الطالب الإيطالي المقتول في فصر منذ يناير الماضي، جوليو ريجيني. وقال الزند إن ما جاء في التقرير هو الحقيقة ولن يخرج تقريراً مزوراً حتى ولو كان هناك ”ثمناً سياسياً.. أو أعلى من السياسة.“

كما خرجت لميس الحديدي أمس لتعلن أن إقالة الزند ليست بسبب تصريحاته الأخيرة، ولكن بسبب تقييم الوزير السابق الذي لم يكن إيجابياً لذلك صدر الأمر بإقالته.

بينما كتب أحد قضاة مجلس الدولة: أضاف، أن «ما ساق الزند لزلة اللسان تلك سوى الغرور والاهتمام بالظهور على الشاشات على حساب القضاة وهو لم يعد منهم، واعتياده تكرار الأقوال المثيرة للجدل، فأنساه الشيطان توقير الرسول الكريم، حسبما ورد في “الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى