مجتمع

نيويورك تايمز: أفضل الأطباء ”أسوأ“ لصحتك

نيويورك تايمز: أفضل الأطباء ”أسوأ“ لصحتك

نيويورك تايمز -إيزكويل جي إيمانويل – ترجمة: محمد الصباغ

بشكل منتظم تقريباً، أتلقى مكالمات عاجلة من صديق مضطرب أو صديق لأخي. يقول: ”زيك، والدتي بالمنزل وقد توقف قلبها. ومسؤولو الطوارئ ينقلونها سريعاً إلى مستشفى بميامي. هل يمكنك مساعدتي في إيجاد طبيب القلب الأفضل؟“

عبارة ”أحضر لي طبيب القلب الأفضل“ هي رد الفعل الطبيعي نحو أي مشكلة قلب. لسوء الحظ، ربما هي غير غير صحيحة. السؤال الصحيح هو العكس تماماً: في أي مستشفى يكون كبار ومشاهير أطباء القلب غير متواجدين؟

والأكثر دهشة هو البحث الذي نشر مؤخراً في مطبوهة جاما الطبية. فحص البحث بيانات لعشرات الآلاف من المستشفيات خلال عشر سنوات. وجد أن المرضى المهددة حياتهم بسبب القلب وحالتهم سيئة، كان معدل تحسنهم أفضل حينما يكون كبار أطباء القلب خارج المدينة. وكانت تلك المستشفيات من الأفضل في الولايات المتحدة، مستشفيات أكاديمية. ويوضح البحث أن المرضى بعجز القلب والأزمات، الذين يعالجون في مستشفيات تعليمية، تكون نسبة الوفاة أقل بمعدل الثلث عندما يكون كبار الأطباء بعيدين.

ومن بين حالات أمراض القلب التي تم فحصها، تتحسن حالات المرضى في المستشفيات التعليمية بشكل أفضل مما هو عليه في المستشفيات المحلية. لذا فاختيارك المستشفيات التعليمية كلما أمكن يصنع الفارق.

يبقى السبب غير واضح في زيادة معدلات الوفاة بين مرضى القلب مع وجود كبار الأطباء المتخصصين في القلب. ربما يكون التفسير المحتمل هو أنه بينما كبار الأطباء هم باحثون عظماء، إلا أن الصغار ربما يكونون أكثر براعة عملياً. وربما أيضاً يكون السبب هو أن كبار الأخصائيين يحاولون التدخل بصورة أكبر. فعندما يتواجد الكبار، في حالات مرضى السكتات القلبية على سبيل المثال، تزيد  احتمالات التدخل الجراحي، مثل الدعامات لفتح الشرايين التاجية.

ليست تلك النتائج الوحيدة التي تشير إلى أن العناية الزائدة يمكن أن تؤدي إلى نتائج صحية أسوأ. وفي دراسة إسرائيلية تتعلق بالمرضى كبار السن المصابين بمشاكل صحية متعددة ويحاولون التوقف عن الأدوية من أجل معرفة إذا ما كانوا سيتحسنون.  هذا النوع من المرضى المسنين، في الطبيعي، يتناولون أكثر من سبعة أدوية.

وبطريقة منهجية منع الباحثون حوالي 5 عقارات عن كل مريض من بين 90% منهم. وفي 2% فقط من الحالات كان يتوجب إعادة البدء في تناول تلك الأدوية. لم يتعرض أحد المرضى لأعراض جانبية خطيرة ولم يمت أحدهم من التوقف عن تناول العلاج. بدلاً من ذلك، تقريباً جميع المرضى سجلوا تحسناً صحياً، بعيداً عن توفير نفقات الأدوية.

عادة نحن الأطباء والمرضى نعتقد أن وسائل العلاج الكثيرة ستعطي تحسناً أفضل. ننسى دائماً أن كل اختبار أو علاج يمكن أن يسير في الطرق الخطأ، ويسبب أثار جانبية تؤدي إلى تدخلات هي نفسها قد تسير بطريق خطأ أيضاً. تعلمنا هذا الدرس مع الأدوية كالمضادات الحيوية التي نتناولها بسبب مشاكل بسيطة مثل التهاب الحلق أو إصابات الأذن. وبالرغم من تكرار الشعار عادة: ”أولاً، لا سبب سوء،“ يواجه الأطباء صعوبة في فعل القليل أو حتى لا شئ. نجد أنه من الصعب الامتناع عن تحديد دواء آخر، أو اختبار دم، أو تخيل دراسة أو جراحة.

هناك سياسة محتملة لحل ذلك. تتطلب من أن يزود الأطباء المرضى بالبيانات حول العملية، ومعدل النجاح، والتعقيدات وما شابه ذلك، قبل أي تدخل جراحي كبير. أما الحل في مواجهة الإسراف في الأدوية وخصوصاً للمسنين، ربما يتطلب أن يحاول الأطباء إيقاف أدوية على الأقل مرة سنوياً.

والأمر الذي يمكن للمرضى فعله هو توجيه سؤال بسيط عندما يعرض الأطباء تدخلاً، سواء كان التدخل سيكون عبارة عن فحص بأشعة إكس أو تحليل جيني أم عملية جراحية.

أولاً، ما الفارق الذي سينتج؟ هل ستؤثر نتائج الاختبار في طريقة العلاج؟ ثانياً، ما مدى التحسن المتعلق بمد فترة الحياة أو خطورة الإصابة بأزمة قلبية، أو أي مشكلة أخرى ستنتج عن العلاج؟ ثالثاً، ما احتمالية وخطورة الأثار الجانبية؟ ورابعاً، هل المستشفى تعليمي؟

من المدهش مدى عدم شعور الأطباء بالراحة عند توجيه تلك الأسئلة لهم. لا يحب أحد أن يفكر مرة ثانية أو يبرر قراراته. لكن الدراسات أظهرت أنه حينما يحصل المرضى بشكل منتظم على معلومات حول مزايا ومخاطر قد يواجهونها يميلون إلى تقليل التدخلات ويشعرون أنهم أكثر إداركاً لقراراتهم.

لذا عندما تكون والدتك في الطريق إلى المستشفى، ربما يكون من الافضل ألا تسعى إلى طبيب مشهور كبير، لكن اسأل تلك الأسئلة الأربعة.

إيزكويل جي إيمانويل: طبيب أورام ونائب عميد جامعة بنسلفانيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى