اقتصادسياسة

ذا موتيلي فول: مصر قوة عظمى عربية بعد صفقات الميسترال الفرنسية والطائرات الروسية

مصر ستبقى  الدولة الأولى والوحيدة التى تمتلك حاملات طائرات في الشرق الأوسط لمدة 5 سنوات على الأقل

mistral_large

ذا موتيلي فول – ريتش سميث** – ترجمة: محمد الصباغ

تحدثنا منذ شهرين عن  أن مصر تخطط لشراء حاملتي طائرات برمائية هجومية من طراز ميسترال، وهما حاملتان كانت فرنسا تحاول بيعهما لروسيا لكنها عدلت عن رأيها بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

في هذا الوقت أكدت فرنسا أن مصر ضمن عدة ”خيارات دقيقة“ لتزويدها بتلك الحاملات. تشمل تلك الخيارات الأخرى دولا كالإمارات وكندا، وكلاهما كان قد أبدى اهتماما بشراء تلك الحاملات. لكن خلال الأسبوع الماضي، أكد وزير الدفاع الفرنسي أن مصر حصلت على كلا الحاملتين من طراز ميسترال بمبلغ 1.1 مليار دولار. وقد لا تقف مصر عند هذا الحد..

ما هي حاملة الطائرات ميسترال؟

أحياناً تصنف على أنها حاملة طائرات هليكوبتر، أو حاملة طائرات صغيرة، كل وحدة من هذا الطراز يبلغ وزنها 16500 طن، وتستطيع حمل (16 طائرة هليكوبتر حربية، وحوالي 40 دبابة، و900 جندي، ومزيج من الثلاثة السابقين).

قد يراوغ البعض ويقول إن حاملات طائرات الهليكوبتر ليست حاملات طائرات مقاتلة حقيقية (لكن الصين توحي بالعكس، فأصابها الرعب بسبب حاملة طائرات هليكوبتر يابانية). الأمر كبير جداً، وتاريخياً، لم تمتلك أي دولة في الشرق الأوسط أي قدرة على إبراز قوتها الجوية البحرية خارج حدودها. كان من المفترض أن تكون تركيا هي الأولى، مع إعلانها مؤخراً عن صفقة مع إسبانيا لبناء حاملة الطائرات الخفيفة خوان كارلوس. لكن لن يتم بناء الحاملة قبل عام 2021.

يسير الأمر كما هو مخطط له، مصر تستطيع أن تسبق تركيا، مع قبول استلام الحاملتين من طراز ميسترال في مارس 2016.

تخطط مصر لاستخدام تلك السفينيتن الحربيتين في حرب المتمردين في شبه جزيرة سيناء، وذلك بمحاصرة المتمردين بأحد الحاملات التي ستتمركز في شمال سيناء بالبحر المتوسط والأخرى في الجنوب بالبحر الأحمر. ومن جانب آخر، سيمثل هذا التمركز تهديداً لإسرائيل أيضاً، ولتنفيذ مهمات أخرى، مثل حماية حقول الغاز المصرية في الساحل الشمالي، ودعم التحالف العربي أيضاً الذي يقاتل الحوثيين في اليمن.

مع الحصول على حاملتين وليس واحدة فقط، أصبحت مصر على الفور قوة لا يستهان بها في العالم العربي، والدولة الأولى والوحيدة (خلال خمس سنوات قادمة) التي تعزز أسطولها من حاملات الطائرات. وقد لا تتوقف مصر عند ذلك، فهي تخطط لشراء ثالثة.

(Ka-52K) هليوكوبتر روسية

مع الأرقام الموضحة بالأعلى، كل حاملة ميسترال يمكنها أن تحمل 16 طائرة هليكوبتر هجومية. لكن علمنا الأسبوع الماضي أيضاً أن مصر تسعي لشراء 50 طائرة هليكوبتر روسية هجومية، والتي ستتمركز على الحاملة ميسترال. بالتحديد ستشتري مصر 50 طائرة حربية من طراز التمساح  (إليجاتور Ka-52K)، وهي نسخة بحرية من الطائرات الهليكوبتر الروسية الجديدة المصنعة لتحل محل (Mil Mi-28) الهجومية المرعبة. وستكون الطائرات الجديدة قادرة على الطيران ليلاً ونهاراً، وأيضاً في الظروف الجوية السيئة، وكل طائرة من طراز  (Ka-52K) تكون:

– مصفحة لمواجهة إطلاق النار من الأرض

– مجهزة بأنظمة حرارية للرؤية في الظلام من أجل الهجمات الليلية

– مجهزة بمدفعين جانبيين

– ستة حوامل جانبية من اجل القذائف المضادة للسفن (جو جو) و(جو أرض).

تشتري مصر 50 من تلك الطائرات بسعر يقارب 1.2 مليار دولار. وهذا العدد أكبر بقليل مما تستطيع حمله حاملتان ميسترال فقط، لكنه سيكون رقماً معادلاً لقدرة ثلاث من حاملات الطائرات من هذا الطراز.

بعيداً عن صفقات الحاملات، تسعى مصر أيضاً إلى شراء عدد غير محدد من طائرات باترولر (بدون طيار) متوسطة الارتفاع، وذات القدرة على التحمل الطويل (MALE) من شركة الدفاع الفرنسية ساجيم (Sagem).  ومازالت قيمة هذه العقود غير معلومة.

طائرة استطلاع باترولر

لتلخيص الأمر، خلال هذا العام، اشترت مصر 24 طائرة رافال وفرقاطة فرنسية مقابل 5.7 مليار دولار، بالإضافة إلى الحاملتين من طراز ميسترل بمبلغ 1.1 مليار دولار، و1.2 مليار مقابل الطائرات الهليكوبتر الروسية، ليصل الإجمالي إلى 8 مليارات دولار. وكانت مصر في العام الماضي قد اشترت 4 سفن حربية (طرادات) من طراز (Gowind) مقابل 1.4 مليار دولار. وبإضافة سعر مفترض لطائرات الاستطلاع دون طيار (Patroller)، سنصل سريعاً إلى 10 مليارات دولار خلال عام تقريباً من مبيعات الأسلحة لمصر.

ولنضع الأمر في سياقه، فهذا لمبلغ (10 مليارات دولار) أكثر من ضعف ميزانية الدفاع السنوية في مصر وفقاً لموقع (GlobalFirePower.com). ويبدو من الصعب أن تحافظ مصر على تلك الوتيرة لكن ربما يحدث ذلك.

في الشهر الماضي، اكتشفت شركة “إيني” العملاقة حقلاً ضخماً للغاز الطبيعي داخل السواحل المصرية بالبحر المتوسط. ويعتقد أن الحقل يحتوي على حوالي 30 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، أي ما يعادل 5.5 مليار برميل من النفط، مما يجعله أكبر حقل غاز تم اكتشافه في البحر المتوسط.

يعد ذلك الكثير من رأس المال الذي قد تستخدمه مصر في الإنفاق على التسليح في السنوات القادمة، فسباق مصر نحو التسلح بدأ والعاملون في مجال بيع الأسلحة قد وجدوا عميلاً جديداً مفضلاً لهم.

 ** كاتب متخصص في شؤون الدفاع والفضاء

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى