سياسة

5 أسباب جعلتنا نتجاهل فيديو “صاعقات القلوب”

5 أسباب جعلتنا نتجاهل فيديو “صاعقات القلوب”

5 - Copy

زحمة

الخيط رفيع بين التناول الصحفي لقضايا وجرائم الإرهاب، وهو تناول ضروري لحق القارئ في المعرفة، وبين أن يتحول الصحفي أو مطبوعته أو موقعه دون أن يقصد ذلك إلى منصة للترويج إلى ذلك الإرهاب، لا يبدو الفارق بين الأمرين واضحا دائما وهي قضية تواجه الصحافة في كل مكان، خاصة أن القارئ يبحث عن المعلومة وعن الاطمئنان في الوقت ذاته، وقد يبحث بنفسه إذا لم يجد المعلومة التي يريدها على منصته الصحفية المفضلة، مثل تلك القضايا تثار إزاء حالات مثل الفيديو الأخير الذي بثه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الإرهابي بعنوان “صاعقات القلوب”، ويظهر عددا من عمليات استهداف الجنود المصريين في سيناء بواسطة بنادق قنص بعيدة المدى، أصبح الفيديو حديث مواقع التواصل الاجتماعي فور نشره، وصار من الصعب اتخاذ قرار إزائه، نحن في زحمة لا ننشر في العموم أيا من  تسجيلات أو إصدارات داعش أو أي منظمة إرهابية، لكن ننشر أحيانا “تقارير وصفية” عنها إذا تضمنت قيمة صحافية، مثل الإعلان عن مقتل شخص بارز، أو تهديد طائفة معينة من المجتمع، أو كشف أسماء منفذي بعض العمليات الإرهابية، وبناء على ذلك المفهوم الصحافي بالدرجة الأولى، قررنا في حالة الإصدار الأخير، عدم تناول الفيديو أو إعداد تقرير وصفي عنه، وذلك بسبب الأسباب الخمسة التالية:

1- فيديو “صاعقات القلوب” لا يحمل سوى دعاية بحتة للإرهاب، وصحيح أن أي تسجيل لجماعة إرهابية هو دعائي بطبيعته، إلا أن “صاعقات القلوب” لا يحمل كذلك ما يمثل أي قيمة صحفية، فهو لا يعلن عن أسماء منفذي عملية معينة، ولا يرسل تهديدا معينا إلى قطاع من السكان، ولا يعلن مطلبا معينا، ومن ثم فإنه لا قيمة صحفية من جراء نشره أو وصفه.

2- الفيديو بأكمله عبارة عن مشاهد متقطعة للقنص والإصابات، وهي مشاهد لا يمكن عرضها لفظاعتها ولإساءتها إلى مشاعر ذوي الضحايا والمصابين والضحايا أنفسهم.

3- الفيديو لا يوضح المدى الزمني لعمليات القتل والاستهداف الإجرامية التي يعرضها، وإنما يكثّف عددا كبيرا من عمليات القنص في مدة عرض قليلة (لا تتجاوز عدة دقائق) ليعطي انطباعا زائفا بالزخم وكثرة العمليات، التي قد تكون نفذت على مدار سنوات وقد يكون معظمها توقف منذ فترة طويلة.

4- معظم الإصابات التي ظهرت في الفيديو غير قاتلة وغير خطيرة، و بالتالي فإن عرضها أو عرض أجزاء منها تحت عنوان “صاعقات القلوب” مع التصوير الاحترافي والأناشيد الحماسية المرفقة بالتسجيل، تضخم من أثرها الذي بدا واضحا من الفيديو نفسه إنه ليس أثرا كبيرا.

5- وأخيرا، فإن عرض أو وضع التسجيل على مواقع إنترنت إخبارية يمنحه منصة شبه ثابتة للعرض على عكس مواقع الفيديو والتواصل الاجتماعي التي تحذف فيديوهات العنف والإرهاب أولا بأول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى