ثقافة و فنسياسة

هآرتس الإسرائيلية: هل كان اليهود عبيدا في مصر؟ وهل خرجوا منها؟

هارتس: هل بنى اليهود الأهرامات بمصر؟  

LAL337392  Credit: Construction of the Great Pyramid at Giza by Green, Harry (b.1920) Private Collection/ © Look and Learn/ The Bridgeman Art Library Nationality / copyright status: British / copyright unknown PLEASE NOTE: The Bridgeman Art Library works with the owner of this image to clear permission. If you wish to reproduce this image, please inform us so we can clear permission for you.
زعم العديد من قادة اليهود أنهم بنوا الأهرمات حين كانوا مستعبدين في مصر

هارتس- جوش مينتز
ترجمة: فاطمة لطفي

مع اقتراب عيد الفصح، هل يوجد أي دليل أثري أو مصادر تاريخية مسلم بها تؤكد على أن اليهود استعبدوا في مصر؟ أو أنهم بنوا الأهرامات؟

هذا تساؤل لك: ما الذي يجمع كل من الممثل شارلتون هيستون و رئيس وزراء إسرائيل السابق مناحم بيجن؟ حسنًا. أيد كلاهما في وقت أو آخر أسطورة أن اليهود بنوا الأهرامات. وهذه أسطورة لا شك فيها. حتى لو سلمنا بأقرب تاريخ ممكن للعبودية اليهودية، حسبما يشير إليها الكتاب المقدس، أي استعبادهم  لمدة   ثلاثمائة عام بعد تاريخ الانتهاء من بناء الأهرام في القرن الثامن عشر قبل الميلاد (1750 ق.م)*. هذا بالطبع إذا كان قد تم استعبادهم في مصر من الأساس.

ونحن دائمًا على عجلة لإظهار الأكاذيب الواضحة بشأن اليهود وإسرائيل التي ظهرت في مصر، حيث مرة زعم محافظ سيناء أن الموساد أطلق سمكة قرش في البحر الأحمر لقتل المصريين، أو كما قرأت ذات مرة في صحيفة أثناء قضاء عطلة نهاية الأسبوع في القاهرة،  قصة أبازيم الأحزمة التي كان اليهود يبيعنها رخيصة في مصر والتي تسبب العقم للرجال المصريين. ومع ذلك نادرًا ما ندقق في الاعتقادات الخاطئة حول طبيعة تاريخنا مع مصر.

نميل، وسط ازدرائنا للمصريين، ونظريات المؤامرة المعادية للسامية، إلى التغاضي عن  حقيقة أن واحدة من أكبر الأحداث في الأجندة اليهودية تستند إلى تذكير الجيل القادم كيف كان المصريين أسيادنا القاسيين، في عبودية  هي على الأرجح لم تحدث أبدًا.

والحقيقة أنه لا دليل أن اليهود استعبدوا أبدًا في مصر. نعم توجد القصة في الكتاب المقدس نفسه، لكن هذا ليس  مصدرًا مسلمًا به تاريخيًا. أتحدث هنا عن إيجاد إثبات حقيقي، دليل أثري، سجلات للدولة ومصادر أولية.، ولا يوجد أيّ من ذلك.

ومن الصعب تصديق أن 600 ألف عائلة (الذي قد يعني نحو اثنين مليون شخص) عبروا سيناء بأكملها دون ترك قطعة من فخار ( الصديق الأفضل للأثريين) عليها كتابات بالعبرية.

وجدير بالملاحظة كيف لم تأتي السجلات المصرية القديمة على ذكر الهجرة المفاجئة لما يمكن أن يقترب من ربع سكانها، ولا تم الكشف عن أي دليل لأي من الآثار المتوقعة لنزوح كهذا، مثل الانكماش الاقتصادي أو نقص العمالة. علاوة على ذلك، لا يوجد في إسرائيل ما يظهر حدوث تدفق مفاجئ لأشخاص من ثقافة أخرى في ذلك الوقت. كما لم يُرى أي علامة على حدوث ترحيل جماعي على الفخار الأثري التقليدي، ولا سجل ولا قصة على حدوث تغيّر مفاجئ في الكثافة السكانية.

وفي الحقيقة، لا يوجد على الإطلاق أي أدلة أخرى تشير إلى أن هذه القصة حقيقية غير دعمها لنظريات المؤامرة في العالم العربي والحكايات صعبة التصديق عن اليهود.

……

*تاريخ انتهاء الأهرامات يعود إلى أبعد كثيرا من تاريخ 1750 ق.م  المذكور في المقال، فالملك منقرع صاحب الهرم الأحدث حكم مصر بين  (2480-2462 ق .م ) (المحرر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى