سياسة

“ليس مجرد انتقام” ..لماذا يلقي جنود العراق مسلحي داعش من أعلى البنايات؟

لماذا ألقى الجنود العراقيون بمقاتلي «داعش» من أعلى البنايات؟ 

تقرير عن الإندبندنت
ترجمة: فاطمة لطفي 

في أحدث حلقة من سلسلته الخاصة حول سقوط الموصل، يشرح «باتريك كوكبرن» سبب ارتفاع عدد عمليات القتل الخارجة عن نطاق القانون في الصراع الأخير.

تقتل قوات الأمن العراقية السجناء من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لأنها تعتقد  أنها إذا أرسلت السجناء  إلى معسكرات الاعتقال فإنهم سيقدمون الرشاوي للسلطات في بغداد نظير إطلاق سراحهم. يوضح مصدر عراقي «لهذا السبب يفضل الجنود العراقيون إطلاق النار على المسلحين أو رميهم من أعلى البنايات العالية». فيما قال مسئول عراقي كبير سابق أن بمقدوره ذكر المبلغ بالتحديد المطلوب من أي فرد داخل تنظيم داعش لشراء الأوراق التي تمكنه من التحرّك بحرية حول العراق.

الاعتقاد الموجود لدى الجنود العراقيين وأفراد الميليشيات أن حكومتهم أكثر فسادا من أن تستطيع إبقاء مقاتلي داعش في معسكرات الاعتقال هو أحد الأسباب وراء العثور على جثث المشتبه في انتمائهم لداعش، يظهر عليها طلقات نارية في الرأس أو مناطق أخرى في الجسد، بينما أيديهم مقيدة خلف ظهورهم، عائمة في اتجاه مجرى نهر دجلة من الموصل.

كما أن الانتقام والكراهية التي أثارتها أعمال تنظيم «داعش» الوحشية هي الدافع وراء حالات الإعدام التي تمت خارج نطاق القانون على يد كتائب الموت، فضلًا عن حالة عدم الثقة في النظام العراقي القضائي، المعروف بالفساد والخلل الوظيفي.

ونزعة الارتياب التي ظهرت مع نهاية حرب على درجة شديدة من العنف تشرح جزئيًا لماذا الكثير من الجنود العراقيين على قناعة بأن أفراد التنظيم الخطرين بإمكانهم دائمًا تقديم رشاوي لأجل الحصول على حريتهم. ومن ناحية أخرى ادعت عشرات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من بغداد أن الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم وقتلوا الكثير من المدنيين كانوا قبل إقدامهم على ذلك  محتجزين من قبل قوات الأمن ثم أطلق سراحهم مقابل مبالغ مالية، تقول إحدى تلك المنشورات «نموت في  بغداد بسبب الفساد»، بينما تقول تغريدة أخرى على تويتر «داعش يدفع للحكومة أموالًا ويقتلنا في بغداد».

ربما كانت هذه المخاوف مبالغ فيها، لكنها ليست خالية من المضمون تمامًا. ربما تكبد داعش خسائر فادحة في الموصل، لكن لازال بمقدوره تنفيذ عمليات. قال مسئول كردي رفيع المستوى « في الآونة الأخيرة، أثناء جنازة زعيم قبيلة «شمر» في ربيعة، اكتشف ما لا يقل عن 17 فردًا من انتحاريي تنظيم داعش. هذا يظهر أنه لا يزال بإمكانهم التخطيط وتنفيذ عمليات حتى إذا كانوا أضعف من السابق».

كما يؤيد سكان الموصل المعادون لداعش ذلك، يقول «سليم محمد» أحد سكان مقاطعة «النبي يونس» شرق الموصل، «أعرف اثنين من جيراني معروفون بانتمائهم للتنظيم أطلقت الحكومة سراحهم».

ويضيف سليم «ما أحدث غضبًا في الموصل هو أن عناصر عائلات داعش الثرية أطلق سراحهم وعادوا للعيش في منازل مفروشة جيدًا بينما لايزال الفقراء يعيشون في مخيمات».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى