إعلام

السفير اللبنانية: انتهت الرحلة

السفير اللبنانية: انتهت الرحلة

 زحمة

فاجأت جريدة السفير اللبنانية قراءها بكلمة في صدر صفحتها الأولى الصادرة بتاريخ اليوم، أعلنت فيه أنها بصدد قضاء “أيامها الأخيرة ” التي تنتهي -حسب الإعلان- في يناير المقبل، وذلك بسبب ” الأزمة الخطيرة التي تهدد الصحافة حول العالم وفي الوطن العربي، حيث الموارد محدودة و”السوق ضيقة”.

وتابعت الصحيفة أن الأزمة امتدت من” أرقام التوزيع إلى الدخل الإعلاني (وهو الأساس) إلى إقفال الأسواق العربية عموماً في وجه الصحافة اللبنانية. “

كانت الجريدة نفسها قد أعلنت في مارس الماضي التوقف عن الإصدار الورقي وتعليق الموقع الإلكتروني مؤقتًا، قبل أن ترجع عن القرار.

وعلى الرغم من أنها ليست أقدم  الصحف العربية، إلا أن السفير التي تأسست قبل 43 عاما في 26 مارس 1974 سرعان ما أصبحت من أبرز الصحف العربية

متخذة طابعا قوميا عبر شعارها ” “جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان”، وملمحا يساريا عبر شعار “صوت من لا صوت لهم”

وانضم إلى “السفير” كبار كتاب الوطن العربي ورساميه ومن أبرزهم ناجي العلي ومحيي الدين اللباد،  وواجهت الجريدة تحديات كبرى أبرزها نسف مطابعها خلال الحرب الأهلية اللبنانية في 1980، ومحاولة اغتيال مؤسسها طلال سلمان 1984، وتوقفت عن الصدور بقرارت من الحكومة اللبنانية ثلاث مرات آخرها 1993 لنشرها وثيقة عن مفاوضات لبنانية إسرائيلية.

وجاء نص الكلمة كالتالي:

وكان لا بد أن تنتهي الرحلة في قلب الصعب، فالأزمة الخطيرة التي تهدد الصحافة في العالم أجمع، وفي الوطن العربي عموماً، تعصف بالصحف المحلية، محدودة الموارد وضيقة السوق… وهي أزمة تمتد من أرقام التوزيع إلى الدخل الإعلاني (وهو الأساس) إلى إقفال الأسواق العربية عموماً في وجه الصحافة اللبنانية.

ولقد اجتهدنا ما وسعنا الاجتهاد، وبذلنا من عرق التعب، وأحياناً من الدم، فضلاً عن مطاردتنا بالتفجيرات، وصمدنا للاجتياح الإسرائيلي وللإقفال الظالم، بالقهر أو باستغلال القضاء لأغراض لا تتصل بدوره أو برسالته..

وصمدنا مع المقاومة المجاهدة، وإلى جانبها على امتداد مسيرتها حتى التحرير، ثم واكبناها وهي تواجه «حرب تموز» وتنتصر.

وكان لا بد، في نهاية الأمر، ان نجلس إلى الزملاء في أسرة التحرير، الذين أعطوا من جهدهم وسهرهم واقتحامهم الصعاب وتأدية الرسالة المهنية بأمانة.

وهكذا كان القرار بأن نكمل أيامنا الأخيرة، حتى أوائل كانون الثاني المقبل في خدمة القارئ.

وستكون لنا عودة في رسالة الوداع بعد حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى