مجتمع

الدورة الشهرية ورمضان.. هل يُمكننا التحدُّث بشأنهما؟

الدورة الشهرية ورمضان.. هل يُمكننا التحدّث بشأنهما؟

Mvslim

ترجمة وإعداد- دعاء جمال

إمّا أنكِ تكرهين قدومها أو تتطلعين لبضعة أيام من تأجيل الصيام. الحدث الطبيعي والصحي الذي تمر به كل النساء لتنظيف رحمهن وتهيئة الجسد لمعجزة الحياة، إلا أنكِ لا تنظرين للأمر هكذا أبدًا.

كم من النساء يحتفلن حقًا بدورتهن الشهرية؟

كم من النساء يفهمن التغيرات في هرموناتهن والتي تنعكس على مظهرهن وشعورهن تجاه أنفسهن خلال دورتهن الشهرية؟

أعتقد بأن الأمر يرجع في النهاية إلى الخزي، لا تزال “البريود” من المحظورات في هذا اليوم والعصر.

أغلب العام، تخفي النساء مرورهن بالدورة الشهرية. سمعت قصصًا لرجال لم يسمعوا أبدًا بشأن الدورة الشهرية لأن النساء في بيوتهن لم يجلعن الأمر يُكشف أبدًا. في الواقع تتعامل تلك النساء مع دورتهن الشهرية كأنها سر يتم حراسته بشدة. تخيل الصدمة التي يشعر بها هؤلاء الرجال عندما يتزوجون وتكون زوجتهم أول امرأة تشاركهم هذا “السر”. إلا إذا بالتأكيد، اختارت أن تخفيه عن زوجها أيضًا، ثق بي هذا يحدث!

مع حلول شهر رمضان يكون الشعور بالخجل تجاه الدورة الشهرية في أعلى مستوياته، مع نساء يقمن بأقصى إمكانياتهن لإخفاء واقع أنهن معفيات من الصيام. الأمر شائع للنساء ممن يمررن بدورتهن الشهرية أن يستيقظن من أجل تناول السحور حتى لا ينبهن الرجال في العائلة إلى أنهن يمررن بدورتهن الشهرية، والعديد من النساء لن يأكلن طوال اليوم خوفًا من أن يكشفن أنفسهن.

لكن إليكِ الأمر، هذا هو أهم وقت لتغذي فيه نفسكِ. نحتاج إلى الاهتمام بأجسادنا في هذا الوقت، بغض النظر عن أي وقت يوافقه في العام، من خلال تناول أطعمة مغذية واستعادة صحتنا. بالأخص إذا جاءتكِ الدورة في الأجزاء الأولى من رمضان، وتحتاجين إلى أكبر قدر ممكن من الطاقة.

لا بد من وجود مستوى ما من التعليم، التفهم والتمكين الذي يجب أن يصاحب الدورة الطبيعية للحياة. الدورة الشهرية والرحم يمثلان الأنوثة، الخصوبة والشباب. نحتفل في الحمل والولادة لكن ليحدث هذا يجب على النساء أن يختبرن الدورة الشهرية، أليس كذلك؟

إذن مجددًا، الحوامل والمرضعات يواجهن أيضًا التدقيق. تختار العديد من النساء الحوامل الصوم دون إدراك أنهن فعليا يحرمن أطفالهن الذين ينمون من الغذاء المناسب، والذي يعد ضروريا لتطور صحة الطفل بمجرد أن يخرج من الرحم. العديد من الحوامل المسلمات من الزبائن يتصلن بي للشكوى من مخاض كاذب، والإجابة البسيطة هي الجفاف. يخبرك جسدك أنكِ تحتاجين إلى التغذية! المرضعات يقمن عادةً بنفس الخيار للصيام، ويشتكين من عدم نزول لبنهن.

هل نسينا أن الله أكرمنا بهبة الإعفاء من الصيام خلال الحمل والرضاعة؟ وأنكِ قد تكونين تتسببين لنفسك ولطفلك بالأذى من خلال الصيام؟ تشعر العديد من النساء بذنب هائل لعدم الصوم في أثناء الحمل والرضاعة أو حتى عندما يمرضن، وهذا يرجع بشكل خالص لعدم تنشئة النساء في حياتنا على الاحتفاء بدورتهن الشهرية.

تعاني العديد من النساء من نقص الحديد والقصور الأخرى خلال هذه الفترة، ويجب عليهن أن يأكلن ويشربن بانتظام لتجديد المغذيات الدقيقة. أعلم بعدد لا نهائي من النساء ممن أغمى عليهن خلال دورتهن الشهرية لرفضهن تناول الطعام خلال رمضان خوفًا من أن يكشفهن أحد.

ثم هناك النساء ممن يعانين من عدم توازن هرموني ويختبرن أشياء مثل المتلازمة سابقة للحيض والدورات الشهرية المؤلمة. أن تعاني من متلازمة سابقة الحيض يجعل المرأة مشوشة بشأن العواطف التي تختبرها في الأيام السابقة لبدء دورتها الشهرية، وأحيانًا يمكن أن تظهر تلك المشاعر بطريقة سلبية قد لا تعكس السلوك المثالي في رمضان. تلك التقلبات المزاجية يمكنها أن تؤدي إلى كراهية الذات وبالتالي تعزز الفكر السلبي تجاه الدورة الشهرية.

الدورات الشهرية المؤلمة يمكنها التسبب في الانسحاب والمعاناة وحيدة وفي صمت، بينما هذا هو الوقت الذي تحتاجين فيه لأكثر قدر من الدعم والاهتمام. أحد أكبر الأسباب لحاجتنا لكسر هذا الحظر المحيط بالدورة الشهرية هو فتح حوار بشأن ألم الدورة الشهرية ومرض انتباذ بطاني رحمي*. تنقلب حياة العديد من النساء بسبب ألم الدورة الشهرية ومرض انتباذ بطاني رحمي، ولا أحد يرغب في التحدث بشأن الأمر. يمكن لرمضان أن يكون صعبا بشكل خاص لهؤلاء النساء، بالأخص إذا كنّ يشعرن بالذنب بالإضافة إلى ألمهن.

لنوقف الاستسلام للمجتمع ونبدأ الاحتفاء بدوراتنا، فالدورة الشهرية ليست شيئا تشعرين بالخزي منه.

*انتباذ بطاني رحمي: مرض حميد ولكن يتسبب بآلام مزمنة وشديدة، ويتمثل هذا المرض بوجود أنسجة شبيهة ببطانة الرحم خارج الرحم حيث تنمو تلك البطانة على جانبي تجويف الرحم، لتمتد إلى قناتي فالوب ثم المبيضين، أو إلى عنق الرحم مسببة التهابات ثم التصاقات وآلاما حوضية دورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى